تقارير

نساء حياتهن الزوجية ( أشغال شاقة)!

جريدة موطني

 نساء حياتهن الزوجية ( أشغال شاقة)!

تقرير / محمد ابو صالح

بينما دفعت الحياة العصرية المرأة الى تحمل الكثير من المسؤوليات والمهام داخل البيت وخارجه، استغل الرجل هذه الفرصة وتخلى عن الكثير من مسؤولياته الاساسية وحمّل المرأة ما لا تحتمل من أعباء.

فبالاضافة إلى تخلي معظم الأزواج عن مسؤولياتهم كآباء، أصبح الرجل يتوقع من زوجته أن تساعده في الانفاق على البيت، بالاكراه أحيانا، فقط لأنه سمح لها بالخروج إلى العمل، بل ان هناك عددا من الزوجات يقترضن من البنوك لتسديد ديون أزواجهن أو لمساندتهم في مشروع… ولائحة المهام الجديد الملقاة على عاتق المرأة تطول حتى تكاد الحياة الزوجية تتحول إلى أشغال شاقة.

يؤكد أحد المدرسين المتقاعدين  ان المرأة في المجتمع العربى فى الوقت الراهن تقوم بعدة ادوار:

ـ فهي الأم والسائق وربة المنزل والمعلمة، تأخذ اولادها صباحا الى المدرسة وتعود بهم ظهرا الى المنزل، فتقوم بأعمال المنزل او الاشراف على هذه الاعمال وتذهب الى الاسواق لشراء الاحتياجات، والتبضع لأولادها وشراء ملابس الصيف والشتاء والمدارس والعيد، ثم تقوم بتدريس الاولاد ومتابعة تحصيلهم الدراسي والسؤال عنهم في مدارسهم لأنها احرص من الزوج على معرفة مستواهم التعليمي.

ومن واقع تجربته العملية في التدريس يقول

ـ عندما كنت معلما، كنا نعد اجتماعات متكررة لأولياء الامور ليسألوا عن مستوى اولادهم التعليمي فنجد غالبية الحضور من النساء او الامهات، على الرغم من ان المدرسة مدرسة بنين.

وكان المجتمع في الماضي يفضل ان يتابع الأب مستوى ابنه التعليمي حتى لا تدخل الأم مدرسة بنين، اما اليوم فقد سمح الزوج لزوجته بدخول مدارس البنين واعطاها الضوء الاخضر للسؤال عن ابنائه البنين والبنات على حد سواء.

تتحمل الإنفاق
ومن اصعب المهام التي ألقيت على زوجة اليوم، مهمة الانفاق على المنزل مما عكس المفاهيم، تقول أحد الزوجات

ـ ان الادوار المفترضة على الزوجين قد انعكست، فاذا كانت قوامة الرجل على المرأة في الدين بسبب الانفاق، فان عدم الانفاق يسقط هذه القوامة، ولأن الرجل هو المنفق فقد جعل الاسلام للذكر مثل حظ الاثنين، ولكن مع الاسف صار الرجل اليوم يطالب زوجته بالانفاق على اسرتها بالاجبار والاكراه لأنه سمح لها بالخروج للعمل.

ومهمة الإنفاق هذه جديدة على المجتمع العربى، لأن الرجل في السابق لم يكن يسمح لزوجته بالإنفاق على منزله حتى لو كان محتاجا أو كانت زوجته غنية، بل ويعد ذلك إهانة له، حتى بعد خروج المرأة للعمل صارت المرأة تحتفظ براتبها لها ولا يسألها عنه.

اما اليوم وفي عصر الماديات والمظاهر الكاذبة صار الرجل لا يتزوج الا بموظفة ويشترط ان تكون معلمة أو طبيبة أو في وظيفة حساسة ومهمة.

ان الأعباء اليوم صارت ثقيلة على الزوجة، فهي الأم والأب تحمل وتلد وتربي، وتعلم وتنفق واذا ادعى الرجال ان انفاق الزوجة لمساعدة زوجها أمر واجب، فأنا أرد بان ديننا قال من يستطع منكم الباءة فليتزوج، اي ان الزواج مقصور على القادر على تحمل المسؤولية، وليس للعاجز الذي يطمع في زوجة عاملة ليسطو على راتبها، ان اي مبلغ تضعه الزوجة في منزلها انما هو زكاة منها لا تجبر عليه، ولو رفضت كل امرأة مساعدة الزوج والانفاق على أسرتها سترتفع حالات الطلاق، لذلك صارت الزوجة اليوم تنفق للمحافظة على بيتها من الخراب وللمحافظة على استقراره، وبعدا عن المشاكل التي قد تدمر منزلها.

نساء حياتهن الزوجية ( أشغال شاقة)!

فضائح الرجال

تقول إحدى الزوجات
ـ تورط زوجي في مشروع فاشل ولم يسمع نصيحتي، وخسر أمواله كلها بل صار مديوناً، وما عليه إلا الدفع او دخول السجن، وعندما استنجد بأفراد أسرته تخلوا عنه، وقالوا له ان زوجتك موظفة وراتبها كبير ويجب ان تعينك، ألست زوجها؟ وإذا لم تقف الزوجة الى جانب زوجها فما فائدتها؟

وبعد ان تخلى اخوته عنه ووالدته وجدت نفسي مكرهة على تسديد ديونه حتى لا يقبع في السجن او يفصل من عمله. وحفاظا على سمعته بين أولاده ضحيت بأموالي وكسرت وديعتي وسلمتها إليه.

ويؤكد أحد العاملين فى مجال البنوك  ان هناك عددا من الزوجات يقترضن القروض لتسديد ديون أزواجهن أو لمساندتهم في مشروع، وغالبيتهن مكرهات على ذلك ويقول:

ـ طلبت مني احدى الزوجات الغاء بطاقة الصرف الالكتروني التي سطا عليها زوجها فيما رجتني اخرى ان اضع عائقا امام القرض الذي اقترضته مكرهة لزوجها حتى لا تكتمل اجراءات الصرف، وطلبت ثالثة مني ان اسحب راتبها كله بالخطأ لتبرهن لزوجها ان راتبها موقوف ثم اعيده اليها.. حالات وحالات لا تعد ولا تحصى تؤكد ان مهمة الزوجة في الإنفاق على زوجها وأولادها اصبحت بالاكراه.

تقول إحدى السيدات وهي معلمة رياضيات وزوجها معلم اول لغة عربية، وتقوم بعمل الاحصائيات الخاصة بعمله قائلة:

ـ في نهاية كل فصل دراسي يطلب مني زوجي ان اعمل له الاحصائية الخاصة لكل المراحل التى يقوم بالتدريس لها وإعداد دفتر التحضير له وتصحيح امتحانات طلابة ورصد الدرجات الخاصة بهم فى دفاتر تسجيل الدرجات وهي عملية شاقة بالنسبة الي لكنني لا استطيع الرفض علما بأنه كان يقوم بعمله بنفسه قبل زواجنا.

وتضيف زوجه أخري كان زوجي يرهقني بتكليفي بعمل بحوثه ويحملني ما فوق طاقتي فكنت اعد دروس التحضير لانني اصلا معلمة وأعد الامتحانات للطالبات واصحهها واصحح الدفاتر وادرس اولادي، واشرف على الاعمال المنزلية واتسوق واتبضع للأولاد وألبي حاجات المنزل التموينية، اضافة الى مشاوير اخرى اقوم بها كتوصيل الاولاد الى المدارس او نقلهم الى المستشفى فصارت الحياة الروتينية اليومية بالنسبة الي تعباً في تعب.

ولا ادري متى يزول هذا الحمل خصوصا انني لا اجد زوجاً متعاوناً.

أصعب مهمة

ان اهم المهام التي تقوم بها الزوجة تربية الابناء تربية صالحة تمكنهم من مواجهة المغريات في المستقبل، وتحصنهم من الانحرافات والانجراف نحو صحبة السوء، لأنهم وجدوا حضنا دافئا يزودهم بالحب والحنان وبالاهتمام واذنا صاغية لمشاكلهم وآرائهم وليس معنى ذلك ان لا دور للمرأة خارج نطاق منزلها، فهي نصف المجتمع، وبها يرقى ويتطور ويتقدم ويزدهر. والذكية هي التي تستطيع ان توفق بين منزلها وعملها، وتنظم وقتها وتمنح الأولويات لأفراد اسرتها .

إننا لا يمكن ان ننكر دور المرأة في نهضة المجتمع، والعمل الصالح النافع واجب على المرأة والرجل على حد سواء والدين الاسلامي لم يفترق بين الذكر والانثى فقد قال تعالى: «من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون». وتاريخنا الاسلامي حافل بشخصيات نسائية تفوقنا فى كل مجالات الحياه واصبحوا علماء وباحثين ومنتجين يد بيد مع الرجل لنهضة مجتمعهم واوطانهم

نساء حياتهن الزوجية ( أشغال شاقة)!

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار