الرئيسيةمقالاتنظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية
مقالات

نظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية

نظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية

نظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية

 محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن فترة حكم الدولة المملوكية، وهي دولة المماليك، وكما تذكر المصادر الكثير عن إهتمام الدوله المملوكية بالجيش، وكان السلطان لا يقدم على حرب عادة إلا بعد إستشارة مجلس الجيش الي يضم كبار الأمراء فضلا عن الخليفة وقضاة القضاء الأربعة، فإذا تقررت الحرب جمع الجند وأقسموا اليمين الطاعة والولاء للسلطان، وعندئذ تفتح السلاح خانة أبوابها لتوزيع السلاح على المحاربين، أما عن نظام الجيش وقت المعركة فكان يقوم على أساس ترتيب الجند على هيئة صفوف متراصة تكون أقسام الجيش الثلاثة وهي القلب والميمنة والميسرة فضلا عن المقدمة، ويكون القائد العام للحملة عادة في قلب الجيش.

وربما في مقدمته ليستثير روح الإقدام والشجاعة في الجند وكانت الطبول والموسيقى جزءا أساسيا في الجيش المماليكي، فكانت تحمل على عشرين بغلا، ويعتمد عليها في تنظيم الحركة وإعطاء الإشارات ببدء القتال، هذا فضلا عن الأعلام والرايات التي كانت تتقدم الجيش ويلتف حولها كل قسم من أقسامه، ويلاحظ أن المماليك كانوا فرسانا قبل كل شيء وإعتمد نظامهم بصفة أساسية على الفروسية، لذلك كان الجيش المماليكي يتألف أساسا من الفرسان، الأمر الذي جعلهم يهتمون بالخيول إهتماما بالغا، ويعينون كبار الموظفين للإشراف عليها وعلى أدواتها وعددها كاللجم والسروج وغيرها، فضلا عن الإنفاق بسخاء على الإسطبلات الخاصة بالخيل، وليس معنى تغلب صفة الفروسية على المماليك أنهم أهملوا جانب البحر والأُسطول، فقد وصفها المؤرخون المعاصرون لها.

بأنها دولة البرين والبحرين، بمعنى أنها ملك بر مصر وبر الشام، وأطلت على البحرين، بحر الروم وهو البحر المتوسط، والقلزم وهو البحر الأحمر، ويعزى إعلاء شأن الأسطول الإسلامي زمن المماليك إلى السلطان الظاهر بيبرس، إذ ما أن إرتقى دست السلطنة حتى نظر في أمر البحرية، فمنع الناس من التصرف في الأخشاب وتقدم بعمارة السفن في ثغري الإسكندرية ودمياط، وصار ينزل بنفسه إلى دار الصناعة بمصر ويرتب ما يجب ترتيبه من عمل السفن ومصالحها، واستدعى كبار الصناعين إلى مصر، فصار لديه عدد ليس بقليل من السفن بمختلف أنواعها، منها الشواني والحراريق والطرائد، وكان دافع المماليك للإهتمام بالأسطول هو أن آخر ما إسترجعوه من بلاد خاضعة للصليبيين كانت ثغورا ساحلية، كما أن الحروب الصليبية تحولت من معارك برية.

إلى معارك بحرية بعد طرد الصليبيين نهائيا من بلاد الشام في أواخر القرن التاسع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، أما أبرز أنواع السفن الإسلامية في الأسطول المملوكي فهي الشواني ومفردها شيني وهي سفينة حربية كبيرة ذات أبراج وقلاع تستعمل للدفاع والهجوم، والحراريق أو الحراقات وهي السفن التي كانت تحمل مرامي النيران مثل النار الإغريقية وغيرها وتلقي النار منها على سفن العدو وأهدافه فتحرقها، والطرادات التي كانت تستخدم عادة في حمل الخيول، والغربة التي تحمل الجند، والبطش الكبيرة التي كانت تستخدم في حمل أعداد عظيمة من الجند تصل إلى سبعمائة جندي فضلا عن المحاربين والأسلحة والذخيرة الغلال والميرة ولقد ظل الأسطول في عصر سلاطين المماليك يقوم بدوره كاملا في الدفاع عن البلاد الإسلامية ومهاجمة الأعداء.

حتى نهاية تلك الدولة، ففي أواخر عصر المماليك تسربت عوامل الضعف التي نخرت في عظام الدولة والعديد من أجهزتها إلى الأسطول، تراجعت قوته سطوته على البحار، وتهاوى أمام الأساطيل البرتغالية التي كانت قد برزت على الساحة بوصفها قوة عالميه فنيه.

نظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية

نظام الجيش وقت المعركة للدولة المملوكية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *