التعليم

( نظرة إلي التعليم ))

جريده موطني

#رصاص_القلم ” …

بقلم ✍️سمير الدسوقي

( نظرة إلي التعليم ))

( نظرة إلي التعليم ))

رجاءً – أيها القارئ الكريم – أنْ تسمح لى أن نصرخ معاً صرخة حقّ مدوّية ، لعل صداها ينقذنا ، ونتعجل بها مايبدو أنه حدث بالفعل ، وسنعانى من آثاره فى المستقبل؛ فالعثور على الدواء صعب ، ولكنه ليس مستحيلا ، إذ يسلتزم دراساتٍ عميقة ، دأبُها الصبر ودقةُ الملاحظة ، وبعدَها نعثرُ على الدواء الشافى .

 

كل الأبواب فُتحت أمام الناس لينهلوا من العلم ، ويرتشفوا من ريحقه الطيّب ، وقد كان تعلّم العلم قبل الإسلام خاصًّا على الكهنة ، فارتفع التخصيص بالإسلام إلى التعميم فأصبح المسلمون جميعاً مابين مُعلّم و مُتعلّمِ ، ومن ثُم انتشر التفكير فى فتح المدارس للجميع فى العالم كله ، وسارت مصر فى هذا المضمار ، مضمار مجانية التعليم .

 

ولكنَّ الأميّةَ فى مصر مخجلة وواسعة الانتشار ، حتى وصلت نسبتها إلى رقم مذهل سلباً وليس إيجاباً ، وأقصد بالأمية هنا أمية المتعلمين ، وخاصة خريجى الجامعة ، وكان الأولى والأنفع أن يُوجُّه هؤلاء الخريجون إلى الحرف والأعمال الفنيّة لإيجاد العمّال والفنيّين المهرة ، وتبقى الجامعات للأفذاذ من الطلاب ؛ حيث تقول القاعدة : ” ليس الظلمُ فى إعطاء العلم لغير المستحق بأقلُّ من الظلم فى منع المستحق ” .

 

ولو قُدِّر للمتخصصين القيامُ بعمل مسح إحصائى فى جامعات مصر لقرّر الأساتذة فيها أن آلافاً من طالبهم -ليس الجميع – الذين يجلسون أمامهم فى قاعات الدرس والمحاضرة أو فى معامل العلوم بل وفي الطب ذاته ، كان الأجدر بهم والأنفع لوطنهم لو- كانوا – اتجهوا إلى الحرف زراعية وصناعية بأنواعها .

 

هذا ، وهناك أميّة خطيرة مقنعة ، نسمّيها ” الأميةَ الفكرية ” فالآف بل ملايين ممّن يعرفون القراءة والكتابة ويحملون الشهادات الجامعية على جدران بيوتهم ، لايستعملون هذة المعرفة فيما يعلو بشأنهم الثقافى ، وذلك نوع خطير من الأمية يتحتمِّ أن نعرف كدولةٍ الطريقَ لعلاجه ؛ لأنه ثمرة عطبة من ثمار مجانية التعليم الزائفة .

 

إذنْ مجانية التعليم فى مصر بريق كاذب ، فأولياء أمور التلاميذ وطلاب الجامعة يدفعون من أموالهم الآن للدروس الخاصة أضعاف ماكانوا يتحملون قبل مجانية التعليم ، وأيضا لا يوجد بيت فى المحروسة إلا والدروس الخاصة تغزوه غزوَ الجراد المهلك للأخضر واليابس ، حتى صار الأهالى يديرون من بيوتهم مدارس للدروس الخصوصية.

 

وأيضا وبسبب تكدس الطلاب فى الجامعات وتكدس الموظفين فى المكاتب ظهرت فى مصر مشكلة نقص العمالة الماهرة واستيرادها من دول شرق أسيا ، ثم ننادى بتنظيم النسل! .

وأيضا بسبب مركبة ” التوك توك ” الذى انتشر فى مصر ، واتجه إليه الصبيّة ثم أصحاب المهن والحرف التى قلّ دخُلها ، وأنذركم ، فبعد أقل من عشرة أعوام ستختفى المهن والحرف فى مصر ونكون مستوردين للعمّال المهرة بسبب التوك توك .

 

إنها معادلة صعبة ، فالشكوى من كثرة العدد من جانب ، وقلة العمال و الحرفيين المهرة من جانب آخر كانت مُرة مرارة الحنظل فى حلوقنا، والحل لهذه المعادلة الصعبة فى أيدى وزارتي التعليم الجامعي ماقبل الجامعي ، حتى لا نتباهى زيفا بمجانية التعليم وأولياء الأمور ينفقون ثلاثة أرباع دخلهم على الجانب الموازي من التعليم ، وأرجو أن تقتصر هذه المجانية على مرحلة التعليم الأساسي فقط ، ثم يكون التعليم المهني زراعيا كان أو صناعيا أوتكنولوجيا ، ومن ثَمّ تكون الجامعة للفائقين الأفذاذ من الطلاب.

 

وفي نهاية الصرخة أتوجه إلي الله العليّ القدير ، ثم إلي الرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” ومجلسي النواب والشيوخ، والحكومة الغرّاء التي نشعر معها بالكهولة السياسية إلا مَنْ رحم ربي منهم، وإلي الإعلام والصحافة ،وإلى وسائل التواصل الاجتماعي، أن يتكاتف الجميع مستعينين بالمولى عز وجل ؛ للقضاء على أخطر الأدواء الفتاكة ، إنه داءً ” اللامبالاة ” ، هو شيء زرعه من يميلون إلى الاستبداد ويخافون الرأى المخالف لرأيهم ، و من اللامبالاة توجيه الناس إلى الاهتمام بكرة القدم – رغم أهميتها – وتخصيص ساعات طوال من الإذاعة المسموعة والقنوات المرئية ، وتخصيص صفحات من الصحف اليومية لبرامج التوك شو فى الطبخ والنفسنة ونحوهما، فاهتم الناس بها، ولم تعد قدوتهم من العلم والعلماء.

 

إنها دعوة خالصة أرجو أن تنال عناية الجميع ؛ ليكون جيلنا والأجيال القادمة هي من ترفع الراية نحو مجد الوطن . فذلك فضل عظيم .

( نظرة إلي التعليم ))         ….. تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر ..

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار