اثناء عملي بالصحراء في احد المواقع المتاخمه للحدود الليبيه وهي منطقه نائيه عن كل صخب الحياه و داخل الكامب المخصص للعاملين لفت نظري وجود شابين في مقتبل العمر يناديهم الجميع بكلمه دكتور رغم عملهما في ميس العاملين في تقديم الطعام و الوجبات
وقد اعتقدت في البدايه انه نوع من التنمر او السخريه منهما او لاتقانهما في العمل فاطلق عليهما العاملين لقب دكتور
وعندما سالت أحدهما و هو حسام عن دراسته اثناء تقديم الطعام لي اخبرني انه يدرس العلاج الطبيعي في جامعه حكوميه وقتها اردف صديقه طارق لاستكمال باقي الاطباق و سالته نفس السؤال فاخبرني انه يدرس الطب البشري
حينها احسست بالفخر من وجود تلك النماذج الشابه المتفوقه التي التحقت بالعمل في هذا المكان النائي وفي هذه السن الصغيره و في أجواء مناخيه صعبه تاركين صخب المدن و الفراش الوثير خاصه ان حالتهم الماديه جيده
ولكن الرغبه في التجربه وإثبات الذات و الاندماج في المجتمع مع تحصيل بعض المال تخفيفا علي الاسره
كان هدفا لهم ورساله لكل شاب يجلس علي المقهي او ينتظر مصروف من والده بان العمل متاح. و الفرص موجوده و انك لن تعرف حقيقه مجتمعك و ازدياد خبرتك الا في سوق العمل
