هل انتصرت فلسطين حقا
بقلم محمد فتحي هانى
باحث بجامعة بنها
أعلم جيدا أن جميع المسلمين فى كافة انحاء العالم يتمنون النصر لفلسطين ليس المسلمون فحسب بل كل الشعوب الحرة التى تؤمن بقيم العدالة والمساواة واعطاء الحق لأهله ولكن بالرغم من الجهد الكبير الذى تبذله المقاومة الفلسطينية الحرة سواء فى الضفة الغربية او غزة الابية التى تخرج علينا يوميا بمقاطع فيديو أصبحت هى المادة الاعلامية المفضلة للمشاهد العربى وكفاح الشعب الفلسطيني ضد اسوء واقذر احتلال عرفته البشرية بشهادة القاصى والداني
الا ان فلسطين خسرت معركة هامة جدا ربما لا تقل أهمية عن طوفان الأقصى انها معركة التلاحم الوطنى الفلسطيني ففى الوقت الذى تتعرض فيه غزة المحاضرة للتهجير القسرى والمجازر الممنهجة والابادة الجماعية التى استشهد فيها ما يقارب خمسة وعشرون الف برئ حتى الآن بالإضافة إلى مئات الالاف من المصابين الا أن هناك في رام الله رأى آخر فالسيد محمود عباس ابو مازن يفضل السيطرة على غزة حتى وإن كانت كومة من التراب فحقا كما قالوا الكراهية تعمى البصيرة وان كان الثمن هو دماء ذكية طاهرة مستقبل أجيال فى الضياع
أليس هو نفسه مشاركا فى ما يحدث الم يتخذ من التنسيق الأمن والاستخباراتى مع الاحتلال سبيلا لبقاءه فى السلطة أليس هو من يستفيد هو و المقربين منه من الأموال التى تحول اليه من كل حدب وصوب فى الوقت الذى يموت فيه أطفال غزة من الجوع ويقاوم اهل جنين وطولكرم ونابلس المستوطنين المسلحين الذين يريدون سلب بيوتهم و أراضيهم.
ألم يأن الأوان لمنظمة التحرير الفلسطينية ان تصطف فى الصف الوطنى الفلسطينى لاعلاء كلمة فلسطين العربية الحرة والدفاع عن الشعب الفلسطينى وانهاء التعاون مع المحتل الذى يسعى لتفريق أبناء الوطن الواحد وللأسف نجح فى ذلك مرات عديدة بزرع الفتن حتى تتاح له الفرصة الانقاض على كل جهة منفردة
إن التصريحات الاعلامية والشجب الهزيل لان يغير من الأمر شيئ فليس من المعقول ان يعتدى قطاع الطرق على أخيك فى الشارع وانت تطلب التفاوض لأن التفاوض لايأتى الا من بعد معركة تثبت فيها انك قوى وصلب كما حدث فى حرب أكتوبر 1973 حين فرضت مصر المعادلة السياسية بعد حرب التحرير المجيدة
تحية اعزاز وتقدير لدولة جنوب أفريقيا التى اثبتت ان الإنسانية لا ترتبط بدين او لون او عرق او لغة او تجمع جغرافي
تحية تقدير لشعب مصر والشعوب العربية التى قاطعت منذ البداية منتجات الدول الداعمة الاحتلال
إننى اتذكر جملة جميله تقول
إن المهزوم من اهله لا يمكن أن ينتصر ابدا