Uncategorized

هنا

نابل

هنا نابل

بقلم: المعز غني

هنا نابل
■ عالم إفتراضيً … لكنه ليس خياليًا ■
مين قال إنه عالم افتراضي؟
هذا الوصف لم نطلقه إلا لنُسكّن به ضمائرنا ، أو ربما لنخدع أنفسنا فنرتاح … نُطلق عليه “إفتراضيًا” لأنه لا يُرى بالعين ، ولا تُسمع فيه الأنفاس ، ولا تُلمس فيه الأرواح ، لكنه في الحقيقة أكثر واقعية من عوالم كثيرة نعيشها
نكتب فيه كل يوم …
نضحك ، نغضب ، نحكم ، نظلم ، نُحب ، ونكره
نظن أننا نكتب ثم ننسى ، ولكن الله لا ينسى…!،
وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى
فما يُكتب هنا يُرفع هناك ، وما نبوح به في الخفاء … يُكتب في العَلَن عند ربّ لا يغفل ولا ينام.
فاتقوا الله في كلماتكم،
فكلمة قد تنير قلبًا …
وكلمة قد تهدم روحًا
كلمة صادقة تكتبها قد تبقى في ميزان حسناتك ، وكلمة جارحة قد تكون لك وبالًا في الدنيا والآخرة
كم من كلمة ظاهرها خير وباطنها شر ، وكم من نصٍّ حُمّل نوايا خبيثة تحت غطاء النُصح والإرشاد.
الحق بيّن ، والباطل بيّن وبينهما أمور متشابهات ، لا يعرفها إلا من نُوّر قلبه وبصيرته
فالعقول قد تفهم ، ولكن القلوب وحدها تُبصر …
هذا العالم ليس عابرًا ، ولا عابرين فيه …
إنّه مرآة لداخلنا ، وإمتحان لأخلاقنا ، وميزان يزن كياننا ، وإن غفلنا عن ذلك فرب العباد لا يغفل
فأحذروا الكلمة 💬 … فإنها قد تكون نورًا يضيء صدور الآخرين، أو قبرًا يُدفن فيه شعورٌ بريء..
اللهم أجعل كلماتنا شاهدة لنا لا علينا
وأغرس في قلوبنا نور الحكمة والبصيرة،
وأجعلنا ممن يستعملون نعمة الكلمة في مرضاتك،
ولا تجعل في حروفنا ظلماً ولا زيفاً ولا رياء،
اللهم طهّر نوايانا ، وأغفر زلاتنا،
وأجعلنا ممن إذا كتبوا أخلصوا ، وإذا قالوا صدقوا،
وإذا نُصحوا قبلوا ، وإذا أخطأوا عادوا وتابوا
يا رب ، علّمنا أن الكلمة أمانة
وأن ما نكتبه اليوم نُحاسب عليه غداً،
فأرزقنا الإخلاص في القول والعمل،
وثبّت أقدامنا على صراطك المستقيم.
آمين يا رب العالمين.
——

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى