هوى النفس هلاك
كتب
عبادى عبدالباقى قناوى
الأهواء نوعان :-
منها ما هو واضح جلي لا خلاف عليه، ومنها ما هو دقيق صغير لا يكاد يعرفه إلا المتخصص.
والهوى الجلي ينفر منه الطيب النقي بطبعه ،
أما الهوى الدقيق الذي لا يتبين لأول وهلة فإن معظم الأهواء تقع من هذا النوع، خاصة وأن كثيراً من المسلمين يتبعون العاطفة التي تتدرج بهم شيئاً فشيئاً ؛
حتى يتمكن الهوى من قلوبهم .
إن الهوى حكمه أنه هوى عارض ، وهوى مستقر .
فالهوى العارض:-
هو الذي يزول بقوة الإيمان وبيان الحجة و استظهار الدليل والبرهان ، وهذا أمر يسير ،
لأنه ما هو إلا شبهة أو شهوة خطرت بالقلب والعقل،
وسرعان ما زالت بالحجة والبرهان والدليل،
فإن هذا لا يحاسب الله تبارك وتعالى العبد عليه،
👈 أما الهوى الذي استقر في العقيدة والقلب،
فيكون صاحبه على بدعة خطيرة جداً؛
فإنه يختلف باختلاف ما إذا كانت هذه البدعة مكفرة
أو مفسقة فقط .👉
أولا:-
ذم الهوى في الكتاب والسنة :-
ولما كان هذا هو حال الهوى وما يفعله بأصحابه
#وردذمه والنهي عن اتباعه في الكتاب والسنة
#تحذيراوتنبيه:-
وقد سبق قول ابن عباس رضي الله عنهما :-
“ما ذكر الله عز وجل الهوى في كتابه إلا ذمه”.
👈وسواء في ذلك اتباع هوى النفس أو اتباع أهواء الآخرين .👉
قال الله لنبيه داود عليه السلام :-
{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(صّ:٢٦)
وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :-
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
(الجاثـية:١٨)،
وقال تعالى :-
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)
(المائدة:٤٩)
وقال عز وجل :-
(فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ)
(الشورى:١٥).
وقال سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين:-
(وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)
(المائدة:٧٧)
وقال سبحانه وتعالى لهم أيضا : –
(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا)(النساء:١٣٥)،
أي لا تتبعوا الهوى فيحملكم على عدم العدل وعدم الإنصاف.
#وأماالسنة فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام :-
[لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به]،
وقال صلى الله عليه وسلم :-
[والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني].
وقال عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات:-
[إن مما أخاف عليكم :-
شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى]
(رواه أحمد وحسنه الألباني).
وكذلك لما علم السلف أثر الهوى بأصحابه حذروا من الجلوس إليهم والسماع منهم حماية للدين وصيانة للعقل .
قال ابن عباس :-
لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب .
وقال مجاهد :-
لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرة كعرة الجرب.
“أي يعدونكم كما يعدي البعير الأجرب بقية الإبل”.
وقال إبراهيم النخعي :-
“لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان ، وتسلب محاسن الوجوه ، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين”.
قال أبو الجوزاء :-
“لأن تجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلى من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء”.
وهذا إن دل فإنما يدل على خطورة اتباع الهوى ومجالسة أهله.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
إن شاء الله.
والله المستعان هوى النفس هلاك