وأهرب منك إليك
وأهرب منك إليك
شعر : عبد العزيز محيي الدّين خوجة
وأهــــربُ مــنـكِ ولــكـنْ إلــيـكِ
وأَشـطُـرُ قـلـبي إلــى خـافقَينْ
فـنِـصـفٌ يَــهُـبُّ لـيـبحثَ عـنـكِ
ونـصـفٌ بـصـدري كــواهُ الـحَنينْ
وأُبـــصــرُ مـــنــه الــــذي لا أراهُ
وأعـــــرفُ أنَّ هـــــواه مُــبــيـنْ
وأعــــرفُ أنّــــكِ جــنّــةُ خُــلــدٍ
وأنّـــكِ نـــاري الــتـي تُـوقِـدِيـنْ
وأنّـــكِ شــوقـي إذا مـــا نَـأيْـتُ
وأنّــــكِ بَــــردٌ عــلــى الآيِـبـيـنْ
مَــعـاذَكِ أنّـــي أَخـــونُ الــوفـاءَ
وأنـسـى الـعهودَ جُـحودًا ومَـينْ
فـشَـكِّـيَ فــيـكِ مــلاذي إلـيـكِ
لأنّـي مِـن الـشّكِ أجني اليَقينْ
قـضـيتُ حـيـاتي أُفـتِّـشُ عـنـكِ
وفي النّفسِ أنتِ وفي المُقلَتَيْنْ
وبــيــن يــــدَيَّ وفــــي رِئَــتَـيَّ
أَشُـمُّ شـذاكِ شـذى الياسمينْ
وحــيـثُ حَـلَـلـتُ أراكِ أمــامـي
وإمّـــا رَحــلـتُ مـعـي تَـرحـلينْ
كـأنّـكِ مِـنّـي ومــا أنــتِ مِـنّـي
ولـكـنْ دِمـائـي بـهـا تَـسـبَحينْ
حــنـانَـكِ لا تــهـجُـري الــــوِدَّ أو
تَحجُبي، مَن لحالي إذا تَحجُبينْ
فـهذا الـجنونُ الـذي في عُيوني
مُـرادُ الـوِصالِ وعِـشقي الـدّفينْ
جــذبـتِ الــفـؤادَ لــدربِ الـغـرامِ
فـصِـرتُ عـلـيه مــنَ الـسَّالكينْ
فـــــلا تَـتـركـيـهِ ولا تـتـركـيـني
لـشَـوكِ الـطّـريقِ بــدونِ مُـعـينْ