واثقة الخطى
د.عبدالواحد الجاسم
إغرورغت عيناي من بعدها دموع أرقت حذار أن يضيرها
إذا البدر توجه للغروب مائلا ولم يك في الأفاق ضوء ينيرها
أما السماء لم تكن غير فسحة ِ تتحرك كواكب البدر ينقصها
فقد عرفت الكواكب في مسارها كيف تحفظ أسرار عشاقها
إذا الرياح جاءت تحمل عطرها ترى الأجواء صافية من عواصفها
أحرزت قدري بالفضاء قليل والغير مضمون من السعادة كثيرها
وجواد السباق يكون أنشطها وجوادي منهك أمام جمالها
شاورت نفسي حتى تطيعني فأن بخلت على الهوى لن أستشيرها
أوقدت الجميلة نارا عالي إوارها ونار أحشائي زاد لهيبها
فلا يظل إبن السبيل إذا الكرام من الناس أشارت عليه بطريقها
وما يحيرني في الوصال غير إنها لم تقصر لكن كثر إنشغالها
حملت سهام على الأقواس مركبة لها لمعان من حواجبها
ليس فيها هوادة مجهزة يكون إنطلاقها من شدة نظراتها
يشتد نورها وهي غاضبة إذا إحمرت الوجنات كالجمر لظاها
شامخة كجبل لاتهزه الريح ورأسها مرفوع ومطمئنة نسورها
واثقة الخطى وكلامها مثبت في الأصول ولايمكن تأويلها
