المقالات

واللاتي تخافون نشوزهن

واللاتي تخافون نشوزهن

بقلم / هاجر الرفاعي

وصف الله المرأة في القرآن ب “العَرُوب” في قوله تعالى (عربا أترابا)، والعروب هي المتحببة لزوجها الساعية لإرضاءه ،

لأن حقه عليها كحق والدها من البر والطاعة ، ومن هنا كانت الناشز هي المتعالية المتكبرة عليه ،

التي تأنف من إرضائه برا وطاعة ، معاملة إياه ندا بند، والحق أنهما ليسا أندادا بل (للرجال عليهن درجة).وكل امرأة لا تظهر لزوجها هذا التودد والتحنن

، والتواضع ، والخضوع بالقول ، ولين الحديث ، واختيار أحسن الكلمات في مخاطبته = فهي الناشز ، إذ كلمة النشوز تأتي بمعنى الارتفاع، فنشوز الزوجة هو استعلاء على زوجها، وعلى حقوقه..

(إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ)

ومن الاستعلاء كلمات مثل: “اقنعني أولا”، “لماذا فعلت”، “لماذا لم تفعل” .. كأنها هي القوامة عليه الآمرة الناهية له.

. وكل ما تريده المرأة يمكن دائما التعبير عنه بعبارات أليق.أما علو الصوت ، والغلط ، والندية ،

ومجاراته كلمة بكلمة مما نسمع عنه ، بل الاعتداء البدني فضلا عن القتل ؛ فليس نشوزا ،

بل قلة حياء قبل أن يكون قلة تربية، ولم يأت في الشريعة ما يعالج هذه الحالة كما لم يأت في الشريعة حكم من صفع والده على خده ،

لكونه مستبعدا عند كل من يخاف الله ويتقه ، أو في قلبة ذرة من إيمان وحياء!

ويدخل في معنى النشوز طلب الطلاق بلا أسباب معقولة أو لأسباب يمكن علاجها ،

لذا لم تجعل الشريعة الطلاق بيدها وإلا انهدت البيوت كل أسبوع مرة، يقولصلى الله علية وسلم: أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة!المرأة الناشز تذكر زوجها ذامة له شاكية

، جاعلة سيرته على لسان صديقاتها اللاتي سيتعاطفن غالبا معها فيقمن معا مجلسا للغيبة ، أو جاعلة سر بيتها على مواقع التواصل متداولا بين من ليس من حقه أن يطلع على تلك الخصوصيات.

الناشز لا تسمع نصحا ، وإن أخطأت ونبهت على خطئها غضبت، وقد تستمع للنصح لكنه معها رسم على الماء.

وقد سمى الله الزوج سيدا، فقال: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) أي زوجها ، وكانت أُمُّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها إذا حدثت عن زوجها قالت “حَدَّثَنِي

سَيِّدِي”وكانت زوجة سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ تقول: مَا كُنَّا نُكَلِّمُ أَزْوَاجَنَا إِلا كَمَا تُكَلِّمُوا أُمَرَاءَكُمْ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، عَافَاكَ اللَّهُ”والله سبحانه وتعالى لم يترك هذة القضية لشدة خطورتها فتكلم عنها سبحانه في سورة النساء بسم الله الرحمن

الرحيم قال تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ

وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” فالتي تتكبر على طاعة زوجها

لا يجب تعذيبها ولكن اتباع ما أمركم الله به أن تقدموا لهن الموعظة والنصيحة فإن لم يرجعوا فاهجروهن اي اتركوهن في خلوة مع أنفسهن

ثم يقصد الله بالضرب ليس التعنف والقذف ولكن ڪمجرد تخويف فإن رجعن فلا تبغوا عليهن ولا تضربوهن والله سبحانه وتعالى هو المتعال والمترائي.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار