شريط الاخبار

والي مشيخة المدرسة الكاملية

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن والي مشيخة المدرسة الكاملية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية وكما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن علماء الإسلام وأئمة المسلمين وكان من بين هؤلاء الأئمة هو الإمام إبن سيد الناس، وهو الإمام فتح الدين أبو الفتح الإشبيلي، وقيل أنه كان عالما باللغة والعربية وله نظم، وولي مشيخة المدرسة الكاملية وتوفي سنة سبعمائة وخمسه من الهجرة وكان له ستون سنه، وقد آلت كتبه النفيسة هذه إلى ابنه فتح الدين، والطريف أن الأب، وهو محمد بن محمد، كان له أربعة أولاد سماهم كلهم محمد، وهم أبو سعد، وأبو سعيد ، وأبو القاسم، ثم أبو الفتح الذي نتحدث عنه، وكان حريصا على أن يسير أولاده على درب العلم والتعلم، فأحضرهم مجالس التحديث، ولهم جميعا مشاركة في العلم والحديث، رحم الله الجميع، وترك الحافظ ابن سيد الناس للأمة.

مصنفات عديدة منها ما هو مطبوع متداول في عصرنا هذا، ومنها مالا يزال مخطوطا في المتاحف والمكتبات الخاصة، ومنها ما فقد وأشارت إليها كتابات المؤرخين وهي عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ونور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون وهو مختصر لكتاب عيون الأثر، والمقامات العلية في كرامات الصحابة الجلية، والنفح الشذي في شرح جامع الترمذي، ومنح المدح، وبشرى اللبيب بذكرى الحبيب، وتحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة، والعباب في الفروع، وسار بفتح الدين والدُه في طلب العلم وهو رضيع، فقد أتى به في سنة مولده إلى المحدث نجيب الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، المولود سنة خمسمائة وسبعة وثمانون للهجرة.

والمتوفى سنة ستمائة واثنين وسبعون للهجرة، فقبله وأجلسه على فخذه وكناه أبا الفتح، وسمع ابن سيد الناس من أخيه عز الدين الحراني، وعبد العزيز بن عبد المنعم، مسند الديار المصرية، وهو المولود سنة خمسمائة وأربعة وتسعون، والمتوفى سنة ستمائة وست وثمانون للهجرة، وأحضره والده وهو في الرابعة ليسمع على قاضي القضاة شمس الدين المقدسي الحنبلي، محمد بن إبراهيم بن أبي السرور المولود بدمشق سنة ستمائة وثلاثة للهجرة، والمتوفى بالقاهرة سنة ستمائة وست وسبعون للهجرة، وسمع على شهاب الدين ابن الخيمي، محمد بن عبد المنعم الأنصاري اليمني ثم المصري، المتوفى سنة ستمائة وخمس وثمانون للهجرة عن أكثر من أثنين وثمانين سنة، وكان من أهم مروياته جامع الترمذي.

وكان صاحب علم وأمانة، معروفا بالأجوبة المسكتة والحلم البالغ، وإلا أن الأدب والشعر غلبا عليه فصار الشاعر المقدم في شعراء عصره، وقد أجمعت المصادر على أن الحافظ ابن سيد الناس قد توفي فجأة في الحادي عشر من شهر شعبان سنة سبعمائة وأربعة وثلاثون من الهجرة، وذكر في ذلك “أنه دخل عليه واحد من الإخوان يوم السبت حادي عشر شعبان فقام لدخوله ثم سقط من قامته فلقف ثلاث لقفات، ومات من ساعته”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار