وداعا عمى جمعة
وداعا صاحب القلب الكبير والروح الطيبة والنفس العامرة بالايمان
رحل امس عن عالمنا عمى جمعة عبد الله يونس عن عمر يقارب الثمانين عاما
كان رحمه الله وصولا بالله فرغم سنه الكبير الا انه لم يتأخر يوما عن الصلاة فى جماعة
كان رحمه الله محبا للمسجد مرتبط به حريصا على صحبة الايمان
كان رحمه الله رجل خلوقا فلن تسمع منه الا الكلمة الطيبة ولن ترى منه الا العمل الصالح ولن تجده الا مع الصحبة الخيرة وفى المكان الذى يحبه الله
كان حكيما رحمه الله فهوكان كثير الصمت قليل الكلام فكل كلمه يقولها بحساب وكأن يستحضر كلمات النبى صلى الله عليه وسلم من كان منكم يؤمن بالله واليوم اخر فليقل خير او ليصمت
كان رخمه الله رجل بسيط لكنه كان بأمة فى ايمانه وعطائة وحبه للناس وجبره لخواطرهم
كان رحمه الله سخيا مع الناس فلا يطلب منه احد شىء ويستطيع ان يقوم به الا ويفعل
لم يكن عمى جمعة يحمل شهادات لكنه حصل على اعظم وسام وهو حب الناس له وتقديرهم اياه ورغم ذلك لم يستغل هذه المكانه فى العمل العام فلقد كان رحمه الله حريصا رحمه الله على ان تكون اعماله خالصه لوجه الله
فلقد منحه الله سبحانه وتعالى حكمة بصيرة نافذة فقد كان رحمه الله – رغم بساطته – يستوعب الجميع – وهو ما يفتقده الكثير من الناس – فهو رحمه الله كان يقبل الاخر حتى لو اختلف معه فى الرأى وهذه مزية لن تجدها عند الكثير منا , بل تجدها فى صفوة مجتمعنا بل للاسف الشديد فقدها الكثير من صفوة المجتمع العالمى حاليا
فقبول الاخر والتعايش مع الاخرين المختلفين اصبح سلعة نادرة فى زماننا حيث يشهد عالمنا حروب طاحنه وابادة جماعية بسبب عدم قبول الاخر ورفض التعايش معه وهو يتنافى مع ما امر الله به من تكريم الانسان والحفاظ على كآفة حقوقة حتى لو كان مختلف فلقد قال الله سبحانه وتعالى ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” صدق الله العظيم
كم نحن بحاجة لمثل عمى جمعه رحمه الله فى زماننا هذا . من يحبون الخير للناس ويتعايشون مع الاخر ويقبلون المختلف معهم فأن اجمل ما فى الحياة ان تحب الناس وان تقبل الاخرين وان تتعايش معهم , فلن تصفوة الحياة ابدا لمن يعيشون لذواتهم فقط ولا يروا الا انفسهم ولا يعملون الا من اجل مصالحهم فقط
رحم الله عمى جمعة فلقد كان من جيل بسيط عاش على الفطرة ومات عليها
نسأل الله ان يتغمده فى رحمته وان يسكنه فى فسيح جناته
وداعا عمى جمعة
بقلم أ/ على محد جمال