المقالات

وسائل المعاملة الحسنة

جريدة موطني

وسائل المعاملة الحسنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 3 يناير 2025

وسائل المعاملة الحسنة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا عين العقل، فيقول الله عز وجل “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ” والموعظة الحسنة هي محتوى الكلام الذي يدعو إلى شيء طيب، وقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه ليّن الجانب وهو إن لم يكن كذلك لخسر الناس ولانفضوا من حوله وهم الصحابة رضي الله عنهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يقل صلى الله عليه وسلم من أراد فليأتي ومن لم يرد فلا يهمنا أمره.

وإنما كان حريصا عليهم جميعا حيث يقول تعالى ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك” أي لو كنت يامحمد يا رسول الله فضا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ” فاعف عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر ” فإن من وسائل المعاملة الحسنة هو أن تعفو عنهم وتستغفر لهم، أي أن تتجاوز عن الأخطاء وتغض الطرف عنها وتستغفر لهم، فتلك وسيلة من وسائل تشجيعهم وتنمية السلوك الطيب فيهم، وتشاورهم في الأمر أي تحترم رأيهم وتقدرهم وتعطيهم شيئا من القيمة عندما تتعامل معهم، فما أسهل الناس وأنت تشاورهم وما أقربهم منك وأنت تقدرهم، ويقول ميمون بن مهران “التودد إلى الناس نصف العقل ” فالذي يتودد إلى الناس يعتبر مسلكه هذا نصف العقل ولكن بشرط أن يكون ودودا وعاقلا.

وإعلموا بأن المعصية تنادي علي المعصية تقول أختي أختي فهي إما أن تصد العبد عن الطريق السليم والصراط المستقيم إن كان مبتدئ فيه أو بالسكوت عن الحق إذا رأى به شيئا من المحرمات خوفا من الهجران والبعد والفراق، فيعود نفسه على السكوت عن الحق حتى يرضيه فيبتعد عن أهل الخير ويقضي جلّ وقته معه ويترك حلقات الذكر وإن ابتعد عنه فلسانه يلهج بذكره لا بذكر ربه، وجعل القلب أصم لا يسمع الحق، أبكم لا ينطق بالحق، أعمى لا يرى الحق، يرى الباطل حقا والحق باطلا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا فإن نصحه أحد الأخوة غضب وأنكر وكابر وتحجّج، يغالط نفسه ويصم أذنه عن الحقيقة فلا ريب أنه إن سمع سمع بمحبوبه وإن أبصر أبصر به وإن بطش بطش به وإن مشى مشى به، فهو في قلبه ومعه ولا عجب أن قال أحدهم.

خيالك في عيني وذكراك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب ؟ فما رأيك أخي به وبما قال الله تعالي عمن يصبح وهمه رضا الله تعالى عنه ” كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ” ؟ فنسأل الله جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشرح صدورنا أجمعين للخير بمنه وكرمه، ونسأله سبحانه أن يرزقنا علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

وسائل المعاملة الحسنة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار