وفاة نجم غزل المحله

كتبت – وفاء عبدالغفار

توفي الكابتن صابر عيد، الأيقونة الرياضية لنادي غزل المحلة ومنتخب مصر السابق، في صباح الاثنين 29 ديسمبر 2025،

بعد معركة شرسة وطويلة مع مرض السرطان الذي استنزف قواه على مدار سنوات.

ولد هذا النجم في 1 مايو 1959 بمدينة المحلة الكبرى، مسقط رأسه التي شهدت أول خطواته نحو الشهرة،

ليغادر الدنيا في سن السادسة والستين، تاركًا وراءه تراثًا يلمع في سماء الكرة المصرية كنجم لا يغيب.

عصر الذهب مع غزل المحلة

كان صابر عيد قلب دفاع صلبًا، عمود الجيل الذهبي لغزل المحلة الذي سطر تاريخًا مجيدًا في الدوري المصري.

برز إلى جانب أساطير مثل شوقي غريب، والمشاقي، أحمد حسن، ناصر التليس، البلعوطي، زكي عبد الفتاح،

المغاوري، إبراهيم يوسف، عمر عبد الله، محمد مرعي، وخالد كرم.

الذين شكلوا كتيبة أسطورية سيطرت على الملاعب في الثمانينيات والتسعينيات.

بدأ مسيرته الاحترافية من أواخر السبعينيات واستمر حتى موسم 1992-1993،

محققًا 45 مباراة رسمية بستة أهداف وهدفين مصنوعين،

إنجاز نادر للاعب دفاعي يعتمد على الصلابة والقراءة الدقيقة للعب.

يتذكر الكثيرون مباراة شهيرة على ملعب نادي البلاستيك بشبرا الخيمة، حيث أبهر الجمهور بأدائه،

وترك كلمة تذكارية في أجندة الشهود على تلك الليلة الساحرة.

كان ولاءه لـ”زعيم الفلاحين” مثالًا يُحتذى، إذ بنى هوية النادي بجهده الدؤوب والمخلص.

جاء عام 1989 نقطة تحول، عندما استدعاه الكابتن محمود الجوهري إلى المنتخب الفرعوني،

قائلًا له كلمات خالدة: “أنتَ كنتَ المفروض أن تتواجد مع المنتخب قبل عشر سنوات”.

هذه العبارة لخصت موهبته المتأخرة في الاكتشاف، لكنه سرعان ما أثبت قيمته.

شارك في كأس العالم 1990 بإيطاليا ضمن الكتيبة التاريخية، محققًا 15 مباراة دولية بهدف واحد،

رغم عدم مشاركته المباشرة في المنافسات الرئيسية، فكان وجوده ضمانًا للثبات الدفاعي.

كشقيق للمهاجم خالد عيد، النجم السابق للمحلة،

أصبحت عائلة عيد رمزًا للكرة في المحلة الكبرى، تجسد الوراثة الرياضية النقية.

لم يكن صابر عيد مجرد لاعب، بل رجلًا يجمع بين المهارة والأخلاق الفطرية،

محبوبًا من الجماهير لتواضعه وحسن تعامله مع الجميع.

خاض رحلة علاج شاقة بالكيماوي بعد وعكة صحية مفاجئة وانتكاسة أخيرة، قبل أن يستسلم للمرض بهدوء يليق بمقامه.

أعلن غزل المحلة حدادًا لثلاثة أيام على مدار الدوري، ونعاه الاتحاد المصري لكرة القدم كواحد من رموز الرياضة الوطنية،

مشيدًا بإسهاماته في الجيل الذهبي.

سرعان ما انتشرت التعازي من نوادٍ عملاقة مثل النادي المصري، وعشاق الرياضة على وسائل التواصل،

الذين يرون في رحيله خسارة جيل كامل. يظل صابر عيد قدوة للأجيال الجديدة،

يذكّر بأن الكرة ليست مجرد أهداف، بل قيم وذكريات تخالد في القلوب، خاصة في شوارع المحلة التي أنجبت أبطالًا مثله.