” … وفرحت مصر… من بعد النصر ”
كتب : احمد سلامة
بدأت وزارة الثقافة استعدادات مكثفة للاحتفاء بذكري نصر أكتوبر العظيم من منظور ثقافي بالتعاون مع عدد من الوزارات ومؤسسات الدولة، فى إطار سلسلة الفعاليات التي تنظمها الوزارة لتعزيز الهوية المصرية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.
ويأتي هذا النشاط تحت شعار “… وفرحت مصر”؛ بحيث تستعيد الأنشطة الثقافية أجواء البهجة التي عمّت مصر في الأيام التالية لنصر 6 أكتوبر 1973.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن “نصر أكتوبر العظيم” لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل مدرسة للفنون والإبداع، لما حمله من معاني الصمود والوطنية ألهمت أجيالًا من الفنانين والمبدعين. وأشار إلى أن الاحتفاء بهذا النصر في العام الحالي يأتي في ظل تحديات جديدة تستدعي تضافر الجهود لترسيخ مفهوم “عزّة الهوية المصرية” في وعي الأجيال القادمة، وهو ما يمنح الفعالية بُعدًا وطنيًا إضافيًا يعزز الانتماء ويدعم الوعي التاريخي والثقافي لدى المجتمع.
وأشار إلي أنه يعد جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الانتماء والهوية الوطنية المصرية في مواجهة التحديات المعاصرة، واستكمالاً لسلسلة الفعاليات التي أطلقتها الوزارة تحت شعار “عزة الهوية المصرية”، والتي شملت: “يوم شادي” الذي احتفى بإرث المخرج الكبير شادي عبد السلام الذى جعل من الهوية المصرية شغله الشاغل وسلط الضوء عليها من خلال لغة سينمائية رفيعة المستوي، و”عمنا صلاح جاهين” الذي نظمته الوزارة في فبراير الماضي لتكريم الشاعر والرسام الكبير صلاح جاهين الذي شكل جزءًا من الوعي الجمعي المصري فى فترات خاصة من تاريخه، و”محفوظ في القلب” الذي احتفى بأديب نوبل نجيب محفوظ الذي رصد ابداعه الكثير من ملامح أجيال متعاقبة من المصريين واثر بشكل كبير في الأدب والثقافة المصرية والعربية والعالمية، كما احتفت وزارة الثقافة خلال عيد الأضحى الماضي “بالسيرة الهلالية في المترو” وسلطت الضوء على احد رموز التراث الشعبي فى وسائل المواصلات العامة ـ مترو الانفاق والقطار السريع ـ وواكب ذلك الاحتفاء بأحد اهم المبدعين المصريين “الخال” عبد الرحمن الأبنودي الذى كرس جزءًا كبير من حياته للحفاظ علي السيرة الهلالية وتوثيقها، إلى جانب الاحتفاء بنهر النيل بمناسبة ذكري وفاء النيل والذي نظم تحت شعار “النيل عنده كتير”، فى إشارة إلى الرصيد الثقافي الضخم الذي تراكم من علاقة النهر بالمصريين على مدار تاريخهم، وتأكيدًا على أن نهر النيل ليس مجرد مجرى مائي، بل هو شريان ثقافي نسج حوله المصريون تاريخًا عريقًا وفنونًا وإبداعات وثقافة وهوية ممتدة عبر آلاف السنين.