منوعات

وقاية الشباب والفتيات من الإنترنت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من وسائل الحد من خطورة الإنترنت هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام، بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع، فيما لا يرضي الله تعالى، وإن في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام، والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل.

بل وتمييز المرأة أحيانا بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه، وكذبوا ظنا منهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فالحضارة الآن في نظرهم هي التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خدرها، كي تلتهمها الذئاب البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتك بعرضها، ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظا على المرأة، آمرا إياها أن تلتزم بيتها، وإن خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع.

وكما جاء الإسلام كذلك ناصرا للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام والدة، وكرمها زوجه، وكرمها طفلة، غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء، هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم، فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء، أو تجمل لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تمارس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم، وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى ولا راد لحكمه ومشيئته، أن تكون المرأة فتنة للرجل بحكم خلقتها وتكوينها وطبيعتها وما خصها الله تعالى به من خصائص.

كالإغراء والأنوثة والجمال، وما بثه في قلوب الرجال من الميل الفطري إليها والرغبة فيها، وجعلها سكنا ورحمة له، وموطن قضاء شهوته وإرواء غريزته الفطرية، وإثبات رجولته وبقاء نسله، مما تنجبه له من ذرية صالحة إن أحسن اختيارها، فهي أي المرأة قد تكون سلاحا للهدم ونشر الإباحية والفجور، كما أنها قد تكون سلاحا للبناء والسمو بالأخلاق والفضائل، وإن المسلمة المؤمنة بالله حقا هى التي تعرف ما لها وما عليها هي التي تسعى لمرضاة الله بكل السبل، مضحية بشهواتها الدنيوية وميلها للتزين والتجمل إلا لمن أحله الله تعالى لها من الرجال، في سبيل الوصول للسمو الروحي الذي يجعلها تخرج بعبادتها لله عز وجل.

إلى آفاق عالية ورحاب واسعة، من اليقين به والتوكل عليه، والرضا بقضائه وحكمه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولقد حذرنا نبينا الكريم ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة في عدة أحاديث، ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث ومقصوده ما نصه، والمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فكل هذه مما زين للناس في دنياهم، وصار سببا لفتنتهم فيها، لكن أشدها فتنة النساء.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار