أخبار ومقالات دينية

ويل للعرب من شر قد اقترب

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن ويل للعرب من شر قد اقترب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

نعيش في زمن تكالب فيه أعداء الإسلام على أهله، وفي زمن كشر الشر فيه عن أنيابه، وفي زمن انتشرت فيه وسائل الفساد وعمت وطمّت، كان لزاما علينا نحن الآباء والمربين وأولياء الأمور أن نهتم بشأن تربية الأولاد، وأن نبحث عن كل ما من شأنه أن يعيننا على القيام بهذه المسؤولية، وإن مما يحزن له القلب، ويتفتت له الفؤاد، أن ترى كثيرا من الناس قد أهملوا تربية أولادهم، واستهانوا بها، وأضاعوها، فلا حفظوا أولادهم، ولا ربوهم على البر والتقوى، بل ومع الأسف الشديد فإن كثيرا من الآباء أصلح الله أحوالهم يكونون سببا لشقاء أولادهم وفسادهم فقال ابن القيم رحمه الله “وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته.

وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوّت على ولده حظه في الدنيا والآخرة” ثم قال رحمه الله “وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء” وقيل أنه استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه ذات مرة فزعا ودخل على زوجته السيدة زينب بنت جحش وهو يقول ” لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سد “يأجوج ومأجوج” مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث” وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم، وإن لحفظ الوقت أسبابا يجب العناية بها، أولها وهو أهمها وهو شعور الإنسان بالغاية من وجوده وأنه ما خُلق عبثا.

بل خُلق ليزرع الخير والبر، ليحصده يوم الحصاد الأكبر، فكل عاقل يسعى لعمل يدرّ عليه مالا وإذا سألته لماذا تعمل؟ قال لكي أؤمن مُستقبلي وحياة أبنائي، وقد أصاب في ذلك ولكن أليس تأمين المستقبلِ الأصلي أولى وتأمين الحياة الباقية الخالدة أهم؟ ولقد كان ذو القرنين من أقوى ملوك الدنيا أعطاه الله الملك وأعطاه من كل شئ سببا أعطاه كل المقومات التي تجعله يحكم كل هذا العالم فملك الدنيا من شرقها لغربها فأخذ جيشه واتجه نحو الغرب وهو مغرب الشمس، فوجد فيها قوما لا يعبدون الله، فبدأ يدعوهم ذوالقرنين للإيمان بالله بالحسنى فآمنوا به ثم بعد ذلك اتجه نحو الشرق، وهو المكان الذي تشرق منه الشمس، فوجد قوم يعيشون في الشمس دون ستر فبدأ يقيم لهم ما يسترهم عن الشمس.

فبنى لهم المساكن والمنشآت، ثم اتجه بعد ذلك إلى الشمال وهو ما بين السدين فوجد قوما لا يفقهون قولا يعيشون بين سدين وكان هناك قوم مفسدون يسمون بيأجوج ومأجوج يهجمون على أهل هذه البلاد فيقتلون منهم ويسرقون أموالهم ويخربون املاكهم فطلب هؤلاء القوم من ذي القرنين أن يبني لهم سدا منيعا يفصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج وبالفعل استجاب لهم وشيد لهم سد من حديد وصهر وأشعل تحته النار، ثم صب عليه النحاس فصار هذا السد منيعا لم يستطيع يأجوج ومأجوج أن ينقبوه أو يتسلقوه، رغم قوتهم الجبارة. 

ويل للعرب من شر قد اقترب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار