المقالات

ياجابر أترى تلك الشجرة

جريدة موطني

ياجابر أترى تلك الشجرة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، جاء في صحيح الإمام مسلم أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه، قال والذي أخذ بصري بعد أن أعطانيه، حيث كان جابر بن عبد الله أعمى البصر، وأما قلبه فمبصر، قلبه يرى، قلبه على بصيرة من الله، وأما بصره فأخذ الله نوره ليعوضه جنة عرضها السماوات والأرض، فإن بعض الناس عيونه كبيرة ولكن قلبه صغير، وبعضهم يرى كل شيء.

 

ولكن لا يرى طريق الهداية، ويبصر كل معالم الوثنية والفتنة والخرافة، ويرى الشاشة والمجلة الخليعة، ويرى الفتاة الداعرة، ويرى الكأس، ويرى الساعات الحمراء، ويرى الإجرام، ولكن لا يرى طريق الهداية والاستقامة، ويقسم جابر بمن أخذ بصره بعد أن أعطاه، وهو الله، ولا يقسم إلا بالله، لقد سافر مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما خرجت معه في الغزوة أخذني صلى الله عليه وسلم بيدي، فخرجت معه إلى الصحراء، وانفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بجابر، ثم قال له صلى الله عليه وسلم “يا جابر أترى تلك الشجرة؟ قلت نعم، يا رسول الله قال اذهب إليها، وقل لها أيتها الشجرة إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك تعالي فذهب فقال يا أيتها الشجرة إن الرسول صلى الله عليه وسلم

 

يقول” تعالي” قال جابر فوالذي نفسي بيده لقد أقبلت تشق الأرض شقا حتى وقفت بجانبه، وقال اذهب إلى الشجرة الأخرى، وقل لها يقول لك الرسول صلى الله عليه وسلم تعالي، فيذهب فيقول لها، قال جابر فوالذي نفسي بيده لقد أقبلت تشق الأرض شقا حتى وقفت بجانبه، وفي لفظ آخر للإمام مسلم “تخد الأرض خدا، من باب الأخدود، أي الشقوق في الأرض، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من حاجته أخذ بغصنين غصن من شجرة وغصن من شجرة، وقال يا جابر قل لهما تعودان إلى مكانيهما، فقال لهما، قال جابر والذي نفسي يبده لقد عادتا تشقان الأرض شقا حتى وقفتا مكانيهما” فهذا هو الحق والبرهان الناصع على أنه رسول من الله، فكانت هذه مواقف ومعجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته الهم اسقنا من حوضه اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن أولاده وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا كما رضيت عنهم واصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار