أخبار ومقالات دينية

يا أيها الناس إني يوم جديد 

اخبار موطني

يا أيها الناس إني يوم جديد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا، ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم ثم أما بعد يقول اليوم حين ينقضي الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها ولا ليلة تدخل على الناس إلا قالت كذلك وقد كان نبي الله عيسى عليه السلام يقول إن الليل والنهار خزانتان فانظروا ماذا تضعون فيهما وكان عليه السلام يقول اعملوا الليل لما خلق له واعملوا النهار لما خلق له، وعن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه قال ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم يقول يا أيها الناس إني يوم جديد وإني على ما يعمل في شهيد وإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة.

 

وعنه أنه قال اليوم ضيفك، والضيف مرتحل يحمدك أو يذمك، وإن الله سبحانه قد أمر بشغل الأوقات بذكره وطاعته، فأوصيكم بتقوى الله تعالى وحفظ أوقات العطلة فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة، وإعطاء الجسم فيها قسطا من الراحة الخالية من الإثم، وعليكم بملاحظة أولادكم وتوجيههم إلى إستغلال العطلة فيما يعود عليهم بالنفع، فالناس في العطلة ينقسمون إلى أقسام فمنهم الرابح فيها، ومنهم الخاسر ” وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ” فمنهم من يقيم في بلده يقضيها بتعليم أولاده القرآن الكريم ويحضرهم إلى المساجد لتلقي القرآن ويراقب حضورهم وغيابهم ويتعاهد حفظه وتحصيلهم ويلزمهم بأداء الصلوات الخمس مع الجماعة، فهذا قد نصح أولاده، وخلفا وذخرا له بعد الممات، وقد قام بالواجب وبذل الأسباب والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

 

والبعض يقضي العطلة بالسفر لزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي، فيقضي أوقاته في الحرمين الشريفين بأنواع الطاعات، ” والصلاة الواحدة في المسجد الحرام عن مائة ألف صلاة وفي المسجد النبوي عن ألف صلاة ” فهذا قد عرف قيمة الوقت ووفق لإستغلاله، والبعض الآخر يسافر لزيارة أقاربه وصلة أرحامه ويقضي العطلة معهم وعندهم لتقر أعينهم به ويؤدي حقهم عليه فهذا مأجور وقد إستفاد من وقته وأدى ما عليه، والبعض الآخر يسافر للنزهة في داخل البلاد وبين أظهر المسلمين محافظا على دينه فعمله هذا مباح لا لوم عليه فيه، والبعض الآخر يقضي العطلة في اللهو واللعب وترك الواجبات وفعل المحرمات أو يسافر إلى البلاد الكافرة بلاد الكفر والفجور، والعهر والخمور لينغمس في أحوال الضلالة.

 

ويتربى في أوكار السفالة ويقضي وقته بين لهو ومزمار، ولعب ميسر ومسرح وحانة خمار، وربما يستصحب معه نساءه وأولاده ليأخذوا حظهم من الشقاء، فتخلع المرأة لباس الستر وتلبس لباس ذوات الكفر، فهذا الذي قد ضيع الزمان، وباء بالإثم والخسران وسوف يندم عن قريب إن لم يتب إلى ربه، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بشر وسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ومن العمل ما تحب وترضى اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، اللهم تول أمرنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

يا أيها الناس إني يوم جديد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار