أخبار ومقالات دينية

 يا مَن بدُنياه انشغل

جريدة موطني

 يا مَن بدُنياه انشغل وغرّه طول الأمل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا الذي أمر صلي الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة فهاجروا أرسالا إلا من حبسه المشركون ولم يبقي بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك فأمر الرسول صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه ويرد الودائع التي كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأهلها وبات المشركون عند باب الرسول صلي الله عليه وسلم.

ليقتلوه إذا خرج فخرج من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله تعالي ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد قيل أن أحد المحتضرين ممّن بدنياه انشغل وغرّه طول الأمل لما نزل به الموت واشتد عليه الكرب اجتمع حوله أبناؤه يودعونه ويقولون له قل لا إله إلا الله فأخذ يشهق ويصيح فأعادوها عليه فصاح بهم وقال الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا والبستان الفلاني ازرعوا فيه كذا والدكان الفلاني اقبضوا منه كذا، ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات، فقد مات هذا الرجل وترك بستانه ودكانه يتمتع بهما ورثته وتدوم عليه حسرته.

وذكر ابن القيم أن أحد تجار العقار ذكروه بقول لا إله إلا الله عند احتضاره فجعل يردد ويقول هذه القطعة رخيصة وهذا مشترى جيّد وهذا كذا وهذا كذا حتى خرجت روحه وهو على هذا الحال ثم دفن تحت الثرى بعدما مشى عليه متكبرا، فقد جمع الأموال وكثر العيال فما نفعوه في قبره ولا ساكنوه، وقال ابن القيم واحتضر رجل ممن كان يجالس شراب الخمور فلما حضره نزع روحه اقبل عليه رجل ممن حوله وقال يا فلان يا فلان، قل لا إله إلا الله فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه فردد عليه صاحبه يا فلان قل لا إله إلا الله فالتفت إليه وصاح لا اشرب أنت ثم اسقني، اشرب أنت ثم اسقني وما زال يرددها حتى فاضت روحه إلى باريها، فنعوذ بالله العظيم القائل “وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل”

وأما عن قول “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة” وهذه تلك هى الجملة الشهيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي قالها لثابت بن قيس حينما أرادت زوجته أن تفارقه في أول خلع عرفه الإسلام، فذكر في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته، وكانت مهرها، قالت نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار