يكفي هذا القدر .. أمتلئ الكوب عن أخره .
كتب : عماد إمام .
عام مضى تقريبا على ذكرى أنتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني المحتل . أنتفاضة جاءت في غير وقتها و لغير أهداف الشعب الفلسطيني . أنتفاضة لم تكن إلا نار تأكل في أهلها و تدمر ما بقي منهم . لم يتوقع أهل الدولة المحتلة رد الفعل بعد أنتفاضة أكتوبر الماضي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد كان قوة رد الفعل عند الكيان الصهيوني أضعاف الفعل بكثير وكأن الكيان وجدها فرصة ذهبية لأبادة الشعب الفلسطيني بالكامل ومع إصرار الأدارة الأسرائيلية على مواصلة قتل و تشريد و تهجير و تدمير الفلسطينين وضح وبشدة للعالم أجمع أهداف الكيان الصهيوني و تجمع حوله المجتمع الغربي و الأمريكي تارة بالنفخ في قوة الجيش الإسرائيلي وتارة بالمساعدات العسكرية أو بالدعم المادي وهو ما جعل الكيان الصهيوني يستبيح المجازر في كل قطاعات الدولة الفلسطينية وكأنه يحاول اللحاق بركب مجرمي الحروب و سفاحي المجتمعات . يوم بعد يوم يزداد أعداد الشهداء و يزيد الدمار و الخراب . يوما بعد يوم تتسع برك الدماء و يتشرد الأطفال و تموت الأمهات و يصرخ الرجال من هول ما يشعرون من حزن و ألم و قهر . مشاهد صعبة و مؤلمة في كل شبر من أرض فلسطين لا يمكن لشخص يحمل بين ضلوعه قلب أن يتحمل ما يراه الأن داخل فلسطين . فاض الكيل وأمتلئ الكوب بالموت و الجوع و الألم و الحزن . وقت المشاهدة قد مضى ووقت المواقف قد حضر الأن فلسطين تحت الحصار وتنتظر من ينقذها من الهلاك فليجتمع مجلس الأمن و لتتحرك منظمة الأمم المتحدة فليخرج علينا مجلس الدول العربية بموقف يثبت فيه أننا يد واحدة و أن العرب لا يمكن أن يقبلوا ما يحدث للفلسطينين . أسرعوا في نجدة الأطفال المشردة و النساء الضعفاء و الرجال العزل . جاء وقت التحرك السريع من الجميع حفاظاً على ما تبقى من الشعب الفلسطيني و حفاظاً على كرامة و أمال الشعوب العربية . لقد فاض الكيل و أمتلئ الكوب عن أخره .
يكفي هذا القدر .. أمتلئ الكوب عن أخره .