المقالات

يوميات باحث فى صحراء عيذاب

جريدة موطنى

يوميات باحث فى صحراء عيذاب

كتب/ أيمن بحر  

اقدم صورة لضريح الشيخ الشاذلى 1911بمحافظة البحر الاحمر مدينة مرسى علم 

عبر تلك الصورة اتذكر اول زيارة استكشافية بحثية لمنطقة صحراء قرية الشيخ الشاذلى …فقد كانت الزيارة الأولى فى 1998 مع بعض طلاب كلية العلوم بقنا فى زيارة حقلية جامعية دراسية سريعة .. لكن فى 2003 كانت الزيارة الاهم. ..حيث انطلقنا كفريق لبعض باحثين من محمية جبل علبة شمالا عبر طريق ابرق و منها شمال عبر مسارات مدقات جبلية وصولا إلى منطقة الشيخ الشاذلى …او ما كانت تعرف بصحراء ام عترة…

اول سؤال يجول ببالنا لماذا اطلق العبابدة على تلك الأرض بصحراء وديان ام عترة قبل أن يسود اسم صحراء حميثرة ….ربما يعود مثلا الى نمو نبات العتر بتلك المنطقة ربما …فهو بالطبع تلك الصحراء كانت تستمتع بطقس حار فى فترة الصيف لكن كان يقطعها بعض الأمطار و السيول الموسمية بالاخص فى فترات الخريف مما سمح لكثير من النباتات للنمو بتلك المنطقة و منها أشجار السمر و السيال أو السنط و ايضا أشجار اللالوب أو بلح السكر و كذلك أشجار السلم و بعض اعشاب منها الغللقاى و السموة و كثير من أنواع عشبية حولية للرعى…

كانت صحراء ام عترة تمثل الحد الشمالي لصحراء عيذاب و تمثل مدخلها الشمالى الاهم فعبور الرعاة الرحل من الصحراء الى أطراف الريف كان عبرها و يبدو أن قربها ايضا من برنيس كان يجعلها نقطة من نقاط أو تماس مع الطريق الروماني القديم بالصحراء الشرقية…

يبدو أن مياه المنطقة لم تكن عذبة بشكل كافى لتواجد قبلى مجتمعى كبير …و أن عرف تاريخيا وجود بعض عشائر بتلك المنطقة و التي عندما سار الشيخ الشاذلى و تلميذه عبر الصحراء الشرقية فى طريقه لمكة المشرفة عبر ميناء عيذاب كان نقطة استراحته هنا قبل أن توافيه المنية و يتوفى هنا و تبدأ رحلة لا تنتهى من ارتباط تاريخي بين أهل المنطقة و الشيخ الشاذلى و اقامة مقام له للتبارك بمرور و اقامة الشيخ وسطهم ..

أقيم له مقام يشبه فى بنيانه السفلى شكل بناء الأبنية إلرومانية القديمة بالصحراء الشرقية المستلهمة من جغرافيتها حيث البناء بالاحجار من جبال المنطقة بدون مواد تماسك بين الصخور و من ثم استخدام بعض اخشاب أشجار السنط احيانا كشكل قواطع طولية لتماسك الصخور بالاعلي ….لكن اضيف بعض ذلك الشكل القبوى للضريح …و ضرب حوله سور من الأحجار بدون بوابة و نصب بجواره علامات خشبية زينت احيانا ببعض أقمشة ملونة قديمة …هذا ما شوهد عليه الضريح فى 1911 في زيارة الرحالة الفرنسى جولى كورتى.

لكن منذ عشرين عاما كان التحضر و التطور دخل الى المنطقة و حولت منطقة الشيخ الشاذلى الى قرية محلية لها مبانى و بيوت سكنية توزعت ما بين بيوت من الاسمنت و الطوب أو خيم من البرش لبعض السكان فى أطراف القرية و التوابع لها و اضيف طابع ثقافى سنوى وافد الى القرية باحتفال سنوى للشيخ الشاذلى و مريديه مثل موسم تجارى و اجتماعى لاهل القرية و الوافدين …و احتفال روحى دينى مهم ..

وقتها كان التطور أحاط بالضىريح و بنى بشكل حديث و بجواره ديوان استضافة للزوار ….و مسجد صغير للصلاة بجوار الضريح.

يوميات باحث فى صحراء عيذاب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار