يوميات صحفي واقع من قعر القفة
كتابة/اكرم الكراني
الحكاية الأولي:
والله يا جماعة مسألة رجوع التوقيت الصيفي بالذات في هذا التوقيت قبل يوم من عيد العمال المصريين الموافق بكرة واحد مايو…فكرني بجو شهير جدا كان موجود في فترة حكم مبارك …
المؤتمر إياه….والجمل الكاريزمية الرنانة..وأيها الإخوة المواطنون…وكله كوم والراجل اللي كانوا بياجروه ده بتاع جملة(المنحة يا ريس) ده كوم تاني……
ساعتها كنت صغير وسالت والدتي هوه يعني ايه كلمة منحة دي يا ماما…ومين ده اللي بيقول عاوزين منحة….واشمعني هوه اللي بيتكلم مش حد تاني…ساعتها عرفت أن المنحة دي مكافأة بسيطة جدا لا تتعدي ١٠٠جنيه….والراجل ده كان راكور طالع في كل مؤتمرات مبارك….كان شغال معاهم غالبا في قصر الرئاسة…موظف او راجل غلبان واخد علاوته برضو…
النتيجة هنا أن ليه كل صاحب سلطة أو جاه بيحب يحول الأمور لصالحه عن طريق مأجورين….يعني هوه الراجل ده بتاع جملة المنحة يا ريس …كانت الاستعانة بيه عشان تبان الأمور أن الناس كلها بتحب مبارك….وعشان برضو حالة الغليان اللي كانت عند الناس في الوقت ده لان موظفين كتير قعدت في البيت وشركات قطاع عام كتيرة تم بيعها بسبب سياسة الخصخصة الي انتهجها مبارك منذ منتصف التسعينات…
الهتيفة دائما في أي زمان ومكان من عينة الراجل ده بتاع المنحة يا ريس…منتشرين في أي نظام واي مكان..وفي كل المصالح الحكومية…بيسرحهم اللي كاسر عينهم بال١٠٠جنيه أو ال٢٠٠جنيه الزيادة. وهما ليهم مسميات كتيرة…ومدسوسين بين المواطنين بكثرة وليس عليهم رقابة…ومصالحهم تخدم النظام فقط وليس لخدمة الشعب…
وكل الكلام بيثبت أن احنا بمناسبة عيد العمال مش عايزين (منحة يا ريس)
لكن احنا في الحقيقة في (محنة يا ريس)!!