🔵هنا نابل / الجمهورية التونسية
عودة على العرض المهزلة
على ركح مهرجان قرطاج الدولي دورة 57
المتابعة بقلم المعز غني
إن الأهداف النبيلة التي نشأت من أجلها المهرجانات الصيفية بمختلف ربوع البلاد التونسية في الستينات من القرن الماضي ( مهرجان قرطاج الدولي – مهرجان الحمامات الدولي – مهرجان بنزرت الدولي -المهرجان الصيفي بنابل …إلخ ) كان الهدف منها هو نشر الثقافة والإرتقاء بالمجتمع هذا فضلا عن بعث دور الثقافة والشباب في كل أنحاء البلاد وهذه الفضاءات لم يكونا مفتوحين إلا أمام الفنانين والفنانات المبدعين الملتزمين ولم تطأ أقدام أحد خشبتي هذين المسرحين العريقين ( قرطاج / الحمامات ) من الذين لا علاقة لهم لا بالفن الراقي ولا بالثقافة ، حيث يتم الإختيار الدقيق على من هو الأجدر بأن يشارك في إحدى الدورات من المهرجان ويندرج ذلك في السياسة الثقافية للدولة .
ما حصل على مسرح قرطاج الأثري منذ يومين هو إعتداء لا على هذا المهرجان ذي التاريخ العريق ، بل يرتقي إلى مرتبة الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
فكيف يجازى من إعتدى علنا على أخلاق الحميدة والأداب العامة، كما ينص على ذلك الفصل 226 مكرر من المجلة الجزائية، بمقابل يناهز 26 ألف أورو للعرض في حين أنه من المفروض أن يعاقب بالسجن وبخطية مالية كما ينص على ذلك الفصل المذكور.
أن ما يحصل في تونس اليوم في المجال الثقافي وغيره من المجالات لم يعد من الممكن أن يستمرّ، فالتنكيل بالشعب في قوته ومعاشه وفي حقه الطبيعي في الماء إلى جانب التنكيل به في التعليم والثقافة ليس من قبيل الصدفة، بل هو مدبّر له لضرب الوطن والدولة …
وعلى الدنيا السلام الثقافة في بلادي عجلة خامسة .
قف إنتهى