23 دبسمبر العيد القومى لبور سعيد ذكرى صمود شعب
بقلم الكاتب والمؤرخ العسكرى د. أحمد على عطية الله
اليوم الثالث والعشرون من ديسمبر هو الذكرى السنوبة على دحرالعدوان الثلاثى على مصر عام 1956من ثلاث قوى عدوانية بينهما القوتان العظميان فى العالم وهما إنجلترا وفرنسا وقوةإستعمارية ثالثة زرعها الأستعمار فى المنطقة لتكون مخلب قط فى أى خطط مستقبلية.
نلقى الضوء على الأسباب التى دعت لهذا العدوان الغادر بقوة غاشمة ومفرطة على مصر تلك الدولة حديثة الأستقلال والتى مازلت فى أوائل مراحل بنائها على يد حكومتها الثورية من الضباط الأحرار أصحاب ثورة يوليو 1952 .
أتفقت مصالح ثلاث قوى على إخضاع مصر وكسرشوكتها كقوة إقليمية نامية ومناؤة للأستعمار ولكل منهم مبرره:
* فإنجلترا التى أجبرت بأتفاقية الجلاء التى وقعتها عام 1954 مع حكومة الثورة المصرية على ترك مصر بعد إحتلال دام 72 عاماً مع أهمية موقع مصر الأستراتيجى فى المنطقة . كما أن مصر بخروجها من فلك إنجلترا وأتجاهها للكتلة الشرقية تعقد معها أتفاقيات التسليح لبناء جيشها الحديث مما فوت على إنجلترا حصد حصيلة بيع الأسلحة الراكدة والبالية فى مخازنها والتى تعودت على بيعها لمصر .
* وفرنسا التى أرادت تأديب مصر التى أعلنت تأميم الشركة الفرنسية لقناة السويس لتستطيع تمويل مشروعها العملاق ألا وهو بناء السد العالى بعد أن سحب البنك الدولى عرضه لتميل المشروع بحجة أن أقتصاد مصر ضعيف ولا يستطيع تسديد ديونه ، ولموقفها المساند والمدعم للثورة الجزائرية بالسلاح والتدريب والوقوف إلى جوار مطالبها بالأستقلال فى المحافل الدولية .
* وإسرائيل التى رأت فى مصر العقبة الوحيدة أمام أحلامها الأقليمية فى التوسع وأرتابت من صفقة الأسلحة الضخمة المعروفة بصفقة الأسلحة التشيكية التى قد تمكن مصر من إنهاء الوجود الأسرائيلى بفلسطين .
وحيكت المؤامرة بين الأطراف الثلاثة بأن تبدأ إسرائيل بعدوان محدود على سيناء
فتقوم مصر بإرسال جيشها هناك لمقاومة هذا العدوان وحينئذ تتدخل كل من إنجلترا وفرنسا فى اليوم التالى لحماية الحمل الوديع إسرائيل من براثن الذئب المصرى فتحتل فرنسا وإنجلترا منطقة القناة بحجة السماح بحرية الملاحة الدولية فى القناة ومحاصرة الجيش المصرى بسيناء وقطع خط الرجعة عليه وتدميره .
وبدأتنفيذ المخطط بقيام إسرائيل بأنزال قوة مظلية مكونة من 395 جندى بمنطقة خاوية أقرب ماتكون لمنطقة

