الرئيسيةمقالاتالنائب بين المسؤولية الوطنية والتنمية المحلية الشاملة
مقالات

النائب بين المسؤولية الوطنية والتنمية المحلية الشاملة

 النائب بين المسؤولية الوطنية والتنمية المحلية الشاملة

 بقلم د.م. مدحت يوسف

النائب ليس مجرد صوت تحت قبةالبرلمان، ولا هوصاحب وعود براقة سرعان ما تتبخر بعد الانتخابات، بل هو حلقة وصل بين الدولة والمواطن، ورمانة ميزان بين احتياجات المجتمع وخطط الدولة، وشريك فاعل في دفع عجلة التنمية الشاملة.

⚖️ إن مفهوم النائب يجب أن يتغير جذريًا، سواء عند النائب نفسه أو عند المواطن. فالنائب ليس خصمًا للدولة ولا منافسًا لها، بل هو ذراع مساعد يساندها ويعزز خططها، ويراقب تنفيذ مشروعاتها، ويعمل على إزالة العقبات أمام تطبيقها من خلال التشريع والرقابة.

 الدولة هي التي تضع خطط تطوير الصحة والتعليم والطرق والبنية التحتية، وهي التي تمتلك الموارد والإمكانات، أما دور النائب فهو أن يكون عين المواطن، ولسان حاله، وناقلًا أمينًا لاحتياجاته، ومتابعًا جادًا لتنفيذ ما تم التخطيط له، وساعيًا لتشريع قوانين أو تعديلها بما يخدم تسهيل التنفيذ ويحقق العدالة.

 لا بد أن يدرك المواطن أن النائب الناجح هو نتاج وعيه هو، وأن مسؤوليته لا تنتهي عند صندوق الانتخابات. المواطن هو من يمد النائب بالحقائق والاحتياجات الفعلية لبلده أو قريته أو محافظته، وهو من يحاسبه على أدائه، وهو من يدعمه بالصدق والأمانة حتى يتمكن من القيام بدوره الحقيقي.

 التنمية المحلية لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل مؤسسات الدولة مع المجتمع المدني والجامعة والقطاع الخاص. الجامعة يجب أن تتحول إلى بيت خبرة يخدم المجتمع، ويوجه البحث العلمي لحل مشاكل البيئة المحلية، ويقدم ابتكارات عملية قابلة للتنفيذ. أما الشباب فهم قوة بشرية لا تُقدر بثمن، يجب استثمار طاقتهم العلمية والبدنية والعقلية في مشروعات إنتاجية تتماشى مع موارد محافظاتهم.

الثروة الصناعية والزراعية والسمكية في المحافظات يمكن أن تتحول إلى روافع اقتصادية إذا أحسن النواب توجيهها وتشريع القوانين التي تفتح الطريق أمام استثمارها، عبر دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الحاضنات، وربطها بالأسواق المحلية والعالمية.

 النائب الناجح لا يعمل منفردًا، بل ضمن فريق متكامل يضم الجامعة، رجال الأعمال، المجتمع المدني، والجهات التنفيذية، ليصبح صوتًا للتنمية الحقيقية لا للوعود الزائفة.

 إن أخطر ما يعانيه الشارع هو تلك الوعود الانتخابية التي لا يتحقق منها واحد من مائة، حيث يُخيّل للبعض أن النائب هو من يضع خطط الدولة أو يخصص الموارد، بينما الحقيقة أن دوره رقابي وتشريعي وتنموي تكاملي، يضمن أن تصل المخصصات إلى أولوياتها، وأن تُنفذ المشروعات وفق رؤية الدولة واحتياجات المواطن معًا.

 لذا فإن الدعوة الصادقة اليوم هي أن يكون لكل محافظة خطة تنموية واقعية، يشارك في صياغتها النائب مع أبناء دائرته والجامعة والجهات التنفيذية، وفقًا لأولويات واضحة وحوكمة دقيقة، بعيدًا عن الشخصنة والمصالح الضيقة

 النائب الحقيقي هو من يفكر كقائد جماعي، يعمل بيد واحدة مع الدولة والمجتمع، يساند الوزارات والمحافظة، ويضع نصب عينيه أن نجاحه يقاس بمدى قدرته على تحقيق حياة أفضل لمواطنيه، لا بعدد الشعارات التي يطلقها.

 رسالة إلى المواطن: أيها المواطن العزيز، أنت من يصنع النائب الحقيقي. لا تجعل العصبية أو القرابة أو الوعود الزائفة معيار اختيارك، فالنائب الذي لا يملك الكفاءة لن يخدمك ولن يخدم بلدك. إننا في الجمهورية الجديدة بحاجة إلى نائب واعٍ، يملك رؤية واضحة، ومواصفات قيادية، وقادر على تمثيلك بصدق أمام الدولة، ويسهم في بناء مستقبل أفضل لك ولأبنائك. اختر من يصلح لكرسي مجلس النواب، لا من يستغله لمصالحه الشخصية.

النائب بين المسؤولية الوطنية والتنمية المحلية الشاملة

النائب بين المسؤولية الوطنية والتنمية المحلية الشاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *