انتشار أمني يحيط بالسفارة الأميركية في القاهرة
متابعه تامر ياسين
شهدت شوارع وسط القاهرة انتشاراً أمنياً مكثفاً على غير العادة، صباح اليوم الجمعة، من قوات الشرطة وقوات تابعة للقوات المسلحة والشرطة العسكرية، وانتشرت القوات في محيط ميدان التحرير وغاردن سيتي والقصر العيني، إلى جانب رافعات كثيرة منتشرة حول مقر السفارة الأميركية. وأغلقت الشرطة المرور أمام المارة بشارع القصر العيني، الذي يقع فيه مقر البرلمان ومجلس الوزراء ويؤدي إلى تقاطع الطرق مع السفارة الأميركية مروراً بميدان سيمون بوليفار إلى كورنيش النيل والمناطق السياحية والحيوية المحيطة بهم. ووضعت قوات الأمن حواجز أمنية ووجهت كافة الطرق للعمل في اتجاه واحد بعيداً عن تقطاعات مقر السفارة.
وتعددت التكهنات حول تفسير هذا الانتشار الذي يأتي بعد بيان أصدرته السفارة، على حساباتها الرسمية، أكدت فيه أنها ستقلل من وتيرة التحديثات الإعلامية بسبب توقف الاعتمادات المالية نتيجة الإغلاق الحكومي في واشنطن، وهو الأول من نوعه منذ سبع سنوات. وأوضحت السفارة في البيان أن المركز الأميركي الثقافي، الذي يقع على مسافة عشرات الأمتار من مبنى السفارة، سيظل مغلقاً حتى استئناف العمليات بالكامل فيما ستستمر خدمات التأشيرات وجوازات السفر المجدولة سواء داخل الولايات المتحدة أو في سفاراتها بالخارج وفق ما يسمح به الوضع، كما أكدت أنها ستواصل تقديم الخدمات الروتينية والطارئة للمواطنين الأميركيين المقيمين في مصر. ودفعت هذه التطورات البعض إلى الترجيح بأن مصر ربما تقدم دعماً لوجيستياً للسفارة في ظل توقف بعض أنشطتها أو صعوبة استمرار العمل بشكل طبيعي.
في المقابل، رأى آخرون أن الانتشار الأمني قد يكون مقدمة لخطوة تتعلق بالمشهد المحيط بالسفارة الأميركية نفسها، الذي يستهدف إزالة حائط خرساني ضخم أقامته سلطات المجلس العسكري، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبني السفارة عام 2012، أسوة بما قامت به السلطات المصرية مؤخراً من رفع الحواجز الأسمنتية من أمام السفارة البريطانية في غاردن سيتي.
مصريون يتظاهرون ضد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة.
الداخلية المصرية ترفض طلباً لتنظيم تظاهرة أمام السفارة هناك محاولة من السلطات لإعادة تنظيم الإجراءات الأمنية حول السفارة الأميركية لرفع الحواجز أو تعديل شكل الحماية، وهو ما يستدعي وجوداً مكثفاً للقوات خلال فترة التحول استغلالاً لإجازة نهاية الأسبوع، يومي الجمعة والسبت، التي تكون فيها القاهرة أقل ازدحاماً وضجيجاً. وبين التفسيرات المتباينة لا توجد حتى الآن بيانات رسمية من السلطات المصرية تربط بشكل مباشر بين الانتشار العسكري وبين أنشطة السفارة الأميركية أو ملف رفع الحواجز.
انتشار أمني يحيط بالسفارة الأميركية في القاهرة