زمن ضاع فيه الصدق بين تصفيق المنافقين
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
تغير الزمان وكم تبدلت القلوب أصبحنا نعيش في عصر يعلو فيه صوت المنافقين ويسدل فيه الستار على الصادقين لقد صار الصدق غريبا بين الناس يتعثر في دروب الكذب يرحل مكسور الجناح باكي الملامح مطأطئ الرأس بعدما كان يوما سيد الأخلاق
تراهم يبتسمون في وجهك وفي صدورهم خناجر مسمومة يصفقون لك في العلن ويطعنونك في الخفاء
إنها وجوه تتبدل حسب المصلحة وقلوب لا تعرف الوفاء وكلمات تقال بلا روح بلا ضمير بلا خوف من الله.
أصبح المنافق يعتلي المنابر ويتصدر المجالس ويصفق له الحاضرون وكأنه منقذ الأمة بينما الصادق يقصى يتهم يحارب فقط لأنه قال الحق في زمن يكره الحقيقة
يا لها من مأساةٍ حين يُصبح الكذب ذكاء والنفاق سياسة والخداع فطنة
لقد تلوثت النفوس واختلطت المعاني حتى بات من الصعب أن تفرق بين الطيب والخبيث بين من يحبك بصدق ومن يتقن التمثيل بإحكام صارت الابتسامات أقنعة والكلمات مصائد والعلاقات مسرحا كبيرا للنفاق وأضحى الصادق غريبًا في وطنه مطرودا من قلوب فقدت نقاءها
كم من إنسان نقي خسر مكانه لأنه لم يجد الكذب وكم من منافق اعتلى القمم لأنه عرف كيف يلبس قناع الطيبة
يا حسرة على زمن ضاعت فيه القيم وارتفع فيه شأن الزيف وتوارى فيه وجه الحق خلف دخان المصالح
إنها ليست مجرد كلمات بل وجع يسكن القلب كلما رأيت الصدق يموت بصمت والمنافقين يحتفلون بالنصر.
ولكن سيبقى الأمل في قلوب المؤمنين بأن الله لا يرضى بالزيف وأن الحق وإن غاب يوما فإنه لا يموت
فالصدق كالنور وإن حجبه الليل فلابد أن يشرق من جديد. تحياتي
زمن ضاع فيه الصدق بين تصفيق المنافقين