اخبار مصر

3 يوليو

3 يوليو
فرج احمد فرج
باحث اثروبولوجيا
يحل اليوم ذكري يوم خالد من الايام الخالدة لمصر والتي عبر فيها الشعب عن ارادة صلبة وقوية عن الاطاحة بأي شيء يعصف بمقدراته ومستقبلة ووحدة اراضية ونسيج شعبه .
كنت شاهدا ممن كانوا في موقع الاحداث الشعبية والملايين التي خرجت من انحاء مصر تنتظر القرار الذي يعبر عن احلامهم ورغبتهم ويحصد جهد سبق استمر سنوات في الفوضي والسطو علي السلطة والحكم في مصر بفئة طائفية ، ظنت انها تحمل في جعبتها سكوك الغفران ومفاتيح الجنة .
تحل الذكرى العاشرة لـ3 يوليو، اليوم الذي شكل مرحلة فاصلة في عمر الوطن، بعد استجابة القوات المسلحة لمطلب الشعب المصري بإسقاط حكم المرشد وجماعته الإرهابية، ففي 3 يوليو من عام 2013، نزل الملايين من المصريين إلى الميادين مطالبين القوات المسلحة بالتدخل لإنقاذ البلاد، بعد ارتكاب جرائم بحق مصر، وانتظرت جموع المواطنين في الشوارع والميادين الخطاب التاريخي الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، معلنًا خارطة المستقبل.
في هذا اليوم المجيد تجسد حقيقي وانتصار لارادة شعب في تلاحم نادر بين الجيش والشعب وكافة الطوائف والاتجاهات الدينية والسياسية في البيان الذي كنا ننتظرة ونحن فبي الميدان ” شباب ورجال واطفال ونساء ” الذي أكد الجيش في بيانه أن القوات المسلحة استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي استجابة لنداء جماهير الشعب، والذي لبى نداء الوطن وتدخل لإنقاذ البلاد.
والذي اعلن فيه شهادة وفاة جماعة الاخوان “التي حاولت بشتي الطرق إسقاط الدولة المصرية تحت مزاعم وشعارات دينية ظاهرها الرحمة وباطنها إسقاط مصر في أيدي قوى الشر” فكان هتاف الحاضرين تطالب القوات المسلحة بصفتها الجهة المنوط بها حماية الوطن في اوقات الخطر ..ان تنقذ البلاد .
في ذكري هذا اليوم والذي مر علية عشرة اعوام أوضح أن المصريين أنحازوا لهويتهم ومؤسسات الدولة ضد قوى الشر،، مؤكدا أنه بعد مرور 10 سنوات ، على بيان 3 يوليو ، والذي أعلنت فيه قواتنا المسلحة استجابتها لمطالب الشعب المصري بإسقاط حكم المرشد وجماعته، في 3 يوليو من عام 2013، عقب احتشاد الملايين من المصريين الذين امتلأت بهم الشوارع والميادين مطالبين القوات المسلحة بالتدخل لإنقاذ البلاد من حكم المعزول وجماعته ، دخلت مصر الجمهورية الجديدة.
كنت انظر لعيون الشباب الرافض والشيوخ والعجائز في الميدان ..تتطلع للشاشات الكبيرة المنتشرة وصوب الشاشة الكبيرة بعد ان مر علينا من الصباح حتي الليل امواج بشرية لم اعهدها من قبل واصوات الهتافات العالية من الحناجر حتي بحت من شدة الحماسة والصوت .. كنت بين اناس لم اعرفهم من قبل .
جمعتنا اللحظة الفارقة جنبا بجنب متلاحمين متراصين كالبنيان المرصوص غير عابئيم لبيانات مرشدهم الذي هدد بحرق البلاد وقتل الجميع .. شاهدت اناس قد حضروا خصيصا من كل البلاد التي يقيمون فيها من امريكا وكندا وانجلترا وكل البلاد العربية – نزلوا لكي ينالوا شرف المشاركة لهذا اليوم العظيم – لم تعرف وسط البشر من انت وما عقيدتك وما هو اقليمك .. الكل انصهر في بوتقة واحدة .. ارفع راسك فوق .. انت مصري ..كانت الهتافات عفوية نابعة من نبض الحاضرين وهذا يؤكد ان الجمع لا تقوده جهة محددة تستطيع توجيه الجماهير من خلال هتافات ملحنة ومقفية المقاطع .
منها “دم ولادنا للحرية.. مش لعصابة إخوانجية، وجابر جيكا ياولد.. دمك بيحرر بلد، وحياة دمك ياشهيد.. ثورة تانى من جديد، واشهد يامحمد محمود.. كانوا خرفان.. وكنا أسود، وثورة ثورة ف كل مكان.. ضد المرشد والإخوان، وثورة ثورة حتى النصر..”و ظهر شعارات هامة مثل “الجيش.. والشعب والشرطة.. إيد واحدة”، و”الشعب يريد إسقاط النظام” و”اصح يا مرسى وصحى النوم 30 يونيه آخر يوم”، و”ثورة ثورة فى كل مكان يسقط يسقط الإخوان”.
“ارحل” “يسقط حكم المرشد” “يسقط النظام”.
قولوا للحاكم جوه القصر.. انتو عصابة بتسرق مصر
وتقطع ميه.. تقطع نور.. تبنى السجن.. تعلى السور.. يوم 30.. هتغور.. هتغور
ولما يبقى الدم رخيص.. يسقط يسقط أى رئيس
ودم الشهداء غالى غالى.. دم الشهداء المجد العالى
دم ولادنا للحرية.. مش لعصابة إخوانجية،
وفي اللحظة الفارقة ساد الصمت المكان والجميع تعلقت ابصارهم علي الشاشات بعد ان القت الطائرات ببيان من القوات المسلحة تدعوا فيه الحرص علي النظام والمحافظة علي مقدرات البلاد .
وكان البيان الذي القاه قائد شجاع في لحظات حاسمة ومصيرية لو قدر لها الفشل في هذه اللحظة لن يكون عقابها ..غير تطير الرؤوس ولكن جمع الحاضرين ، اشاعوا لنا الطمئنينة وقد كان البيان المنتظر .
تضمن خارطة طريق لمصر، تضمنت 10 أشياء ممثلة في تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وأن يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد، وأن لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.
ان خارطة الطريق تضمنت أيضا تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية، و وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
لم نشعر بأنفسنا عند سماع هذا البيان التاريخي غير انفجار الاصوات العاليه والصراخ والتهليل والحمد لله واشعة الليزر تنطلق في كل مكان بالالوان الخضراء مهنئين انفسنا بهذا الانتصار العظيم وتصدح الموسيقي ونردد جميعا بانشيد الوطني
بعد عشرة اعوام .. تغير وجه مصر الحضاري باعادة البنية الاساسية للبلاد .. والدور الكبير للقادم هو بناء الانسان الذي يستطيع ان يدرك ويلمس فائدة كل تلك الانجازات .. فيفكر الف مرة قبل ان يخرب ما بنيناه او يشوه تلك المنجزات مثل تلوث اعمدة الكباري وخرمها او القاء القمامة والجيف الميتة بمجاري المياة والمحافظة علي شواطيء مصر من التلوث .. الهم والتحدي الاكبر مستقبلا الذي يضع هذه الثورة في اطارها الذهبي ” هو الانسان ” توفير احتياجاته الاساسية كي يعيش حياة كريمة مثل كل البشر يتمتع بالحرية والكرامة الانسانية والثقافة والعلوم والتربية والصحة ، عبر منصات حقيقية يلمسها بنفسه بعيدا عن الاستديوهات التي تمثله بمد يده يلتقف كارتونة غذاء ..
هذه المظاهر الاعلامية الظالمة .. تضر الحاكم قبل المحكوم ..هذه الظاهرة .. لابد ان تختفي وهذه الاعلانات التي ليس من وراءة غير اننا بلد يستجدي التبرعات والمعونات .. لابد ان تختفي تماما ..لان هذه الكراتين التي يقوم بتوزيعها ابطال اللقطة والجهة الموزعة .. لن تغني فقير ولن تشبع جائع ..
الحرية والكرامة الانسانية شعار لابد ان يسود .. حتي يعود لثورة شعب حلم برومانسية الثوار ان يكون في افضل حال .
فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا
من موقع الحدث

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار