” 30 يونيو ” في ذاكرة الوطن
بقلم د/ شيرين العدوي
يعلم أعداء مصر جيدا أن مصر من أغنى دول العالم. لا يكمن سر غناها في تاريخها التليد وحضارتها المبهرة وموقعها الجغرافي وثرواتها المعدنية التي لم تكتشف بعد، وإنما السر الأعظم في عقولها المفكرة، وشخصية شعبها المختلف المستنير. ومنذ أن وقفت مصر جيشا وشعبا واستردت ثورتها المخطوفة في 25 يناير ودافعت عن منجزها السلمي بالتغيير في ثورة 30 يونيو، وهي تجابه حروبا على كل المستويات، أشدها شراسة حرب الفضاء الإلكتروني المفتوح الذي يدس السم في العسل، ليجرع الشعب آلاف الإحباطات كل لحظة حتى لا يهنأ بإنجازاته المحققة على أرض الواقع والواضحة للعيان. فكيف يتم التجهيز لذلك ؟!
أكمل معك عزيزي القارئ ما بدأته في المقال السابق حتى نكون على وعي بما كان يحدث حولنا ومازال مستمرا ورصدته المراكز البحثية والفكرية كالمركز العربي للبحوث والدراسات وأصبح تاريخا يجب ألا ننساه.
لم تكن خاصيتا الاستوري والتليفزيون المصورتان على الفيس بوك قد ظهرتا بعد في هذا التاريخ. لقد تم تجهيز اللجان الإلكترونية بتدريبها على خاصية تركيب الصور، وتزوير الحقائق، حتى إنهم قاموا بعمل بعض فيديوهات لأغاني حرب أكتوبر على اليوتيوب يظهر فيها الرئيس “محمد مرسي” يرفع العلم على سيناء مع جماعته أثناء الحرب. وهناك اختراق حسابات المعارضين ” بالهاكرز” على صفحات التواصل الاجتماعي، فإن كانت هذه الصفحات معارضة لفصيل “الإخوان” وتنشر مستندات حقيقية يتم تهديد المسئول عن تلك الصفحات حتى يتم وقف هذه المستندات، وليتم هذا يقومون بالاتصال بكل اللجان الإلكترونية داخل مصر وخارجها للإبلاغ عن الصفحة بتقارير مسيئة تضمن إغلاق الصفحة في أسرع وقت. لقد قسمت اللجان المعادية نفسها إلى ثلاث فئات:
الأولى لجان الطلبة؛ وأعضاؤها طلبة جامعيون مهمتهم نقل أخبار الجامعة ونشرها على السوشيال ميديا فإن كان عميد إحدى الكليات منتميا لفصيلهم امتدحوه لخلق رأي مؤيد له وداعم لخطواته، وإن كان رافضا لهم بدأوا بتصيد كل صغيرة وكبيرة للهجوم عليه وتشويهه لخلق جو من البلبلة وإثارة الرأي العام، والتشكيك في العملية التعليمية ليل نهار. الثانية لجان العاملين؛ وأعضاؤها موظفون نشاطهم فردي كل على حسب اجتهاده، يتمثل في معارضة أي صفحة تدعم الشعب أو ثورة 30 يونيو، وتشكك في أي أخبار أو صور حقيقية تنقل من أرض الواقع؛ أما في وقتنا الحالي فعملهم هو نشر كل فيديوهات الجرائم المصورة في كل قرية أونجع، وتشيير كل ما تأمر به الجماعة لتشويه صورة المجتمع المصري وإظهاره مفككا منحلا.
الثالثة لجان شباب الجماعة وتضم أعضاء العاملين بالمؤسسات الإعلامية لجماعة الإخوان لشبكة رصد، وقناة مصر 25 وجريدة الحرية والعدالة، وقد تطورت الآن بقنوات أخرى كمكملين وغيرها. وهذه الصفحات الإعلامية المدربة، والمتخصصة بحكم الدراسات الإعلامية كانت تتلقى التكليفات المباشرة من مكتب الإرشاد بنفث السم في وقت واحد، و تتباهى بصلتها الوثيقة الكبيرة بقيادات الإخوان كالمهندس خيرت الشاطر وغيره. أما عن الإنفاق على هذه اللجان فكان يأتي ضمن برنامج أسموه “الإعلام البديل” الذي يتم من خلاله تدريب طلبة كليات الإعلام عليه، وخصوصا إذا كان عمداء تلك الكليات من هذا الفصيل الذي يستقطب بعض الطلاب. وللحديث بقية.