الأمان الواهي من أمريكا لدول الخليج العربي
الكاتب الصحفي اشرف الشرقاوي
تعتبر دول الخليج العربي من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والاستراتيجية في العالم، مما يجعلها محط اهتمام القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم التحالفات العسكرية والسياسية التي تربط بعض دول الخليج بأمريكا، إلا أنه يثار دائمًا تساؤل حول مدى جدية وفعالية هذا الدعم الأمريكي في توفير الأمان الحقيقي لهذه الدول.
*العلاقات التاريخية بين الخليج وأمريكا*
منذ اكتشاف النفط في الخليج العربي، بدأت العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة تتعزز بشكل متزايد. وقد أسهم هذا الاكتشاف في بناء علاقات تجارية قوية، حيث أصبحت الدول الخليجية من أكبر موردي النفط لأمريكا. بالإضافة إلى ذلك، امتدت هذه العلاقات إلى المجالات العسكرية والسياسية، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز الأمن في المنطقة.
*التحالفات العسكرية*
تتواجد العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، مثل قاعدة العديد في قطر وقاعدة أحمد الجابر في الكويت. وتعتبر هذه القواعد جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية لحماية مصالحها في المنطقة وضمان استقرار سوق النفط العالمي. ورغم ذلك، فإن التساؤلات تتزايد حول مدى التزام أمريكا بحماية دول الخليج من التهديدات الإقليمية والدولية.
*الأزمات الإقليمية*
شهدت السنوات الأخيرة العديد من الأزمات الإقليمية التي أثبتت أن الأمان المقدم من أمريكا ليس بالمطلق كما يُعتقد. فعلى سبيل المثال، في الأزمة الخليجية 2017، لم تتدخل الولايات المتحدة بشكل حاسم لحل الخلاف بين قطر ودول الجوار. كما أن التوترات مع إيران تشير إلى أن الدعم الأمريكي قد لا يكون كافيًا لضمان أمن المنطقة بشكل كامل. وكذلك الأزمة الحديثة التي أوجدتها إسرائيل بأعتدائها السافر علي سيادة دولة قطر برغم انها الدولة الوسيط في المفاوضات القائمة ورغم انها الحليف والصديق لدولة أمريكا العظمي . فأين الأمان اذن! فأمريكا لا تري إلا مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني فقط ولا تري إلا ذلك ووعودها بالأمان لتلك الدول ما هي إلا وعود كاذبة وواهية والغرض منها استنزاف موارد تلك الدول . فالرئيس الأمريكي يري أن تلك الدول ثرية ثراء لا تستحقة . بل أمريكا العظمي هي التي تستحق هذا الثراء لقوتها ونفوذها في العالم . ومن هذا المنطلق يأتي هذا الأمان الكاذب الواهي .
*الحاجة إلى التنوع في التحالفات*
بات من الواضح أن دول الخليج تحتاج إلى تنويع تحالفاتها الاستراتيجية لضمان أمنها واستقرارها. يمكن أن يشمل ذلك تعزيز التعاون مع قوى عالمية أخرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين دول الخليج نفسها للوقوف صفًا واحدًا ضد أي تهديدات محتملة.
في النهاية، يجب على دول الخليج أن تدرك أن الأمان الواهي الذي توفره التحالفات العسكرية مع الولايات المتحدة قد لا يكون كافيًا لضمان استقرار المنطقة بشكل دائم. لذا، فإن تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية وتنويع مصادر الدعم الأمني يعتبر من الأمور الضرورية لضمان مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.
الأمان الواهي من أمريكا لدول الخليج العربي