الإسترخاء النفسي والعصبي للإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد ذكرت الأبحاث التربوية والعلمية الكثير عن تدريبات الإسترخاء النفسي والعصبي، فالمخ هو الجهاز المسيطر على كل كيانك وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك على السيطرة على سلوكك أقوى، ومن المفروض بعد إنتهاء المواقف التي تؤدي الى توتر أعصابنا.
أن تعود الأعصاب الى ما كانت عليه من إرتخاء لكن هذا لا يحدث بل تظل الأعصاب متوترة وكلما حدث موقف جديد يضيف توترا الى القديم وهكذا، لذلك فنحن في حاجة الى إعادة الأعصاب الى حالتها الأولى من الإرتخاء بإتباع تدريبات منها أن تخصص مالا يقل عن ربع ساعة يوميا قبل النوم لإجراء تدريب الإسترخاء، وكما عليك أن تستلقي على ظهرك وأن تستمع الى ما تيسر من القرآن الكريم بصوت أحد المقرئين المحببين الى نفسك أو الى موسيقى حالمة محببة الى نفسك، وأن تبدأ في التركيز على عضلات وأجزاء وجهك، وأن تسأل نفسك هل حاجباك مشدودان بتوتر؟ وأن تسترخي، أو هل تجز على أسنانك؟ أو هل تعض شفتيك ؟ وإن كان الأمر كذلك فوجه الأمر الى عضلات وجهك بأن تسترخي، وتدرج بعد ذلك الى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى مشطي رجليك.
وتأكد من أن جميع عضلاتك قد صارت في حالة إسترخاء، وإنتظم في هذا التدريب وستجد أن حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبح خاليا من التوتر العصبي الى حد بعيد، وكما عليك أن تنتهز فرصة عدم إرتباطك بأعمال هامة وإبتعد عن البيئة التي أنت متواجد فيها، ويستحسن أن تبعد حتى عن أسرتك وتتوجه الى مكان بعيد غير مألوف لك، فمثلا إذا كنت من أهل المدن توجه الى الريف والعكس صحيح، وأن تغيير البيئة الطبيعية والإجتماعية معا لمدة يوم أو يومين كفيل بإستعادتك لإسترخائك العصبي والنفسي شرط أن تنسى همومك ومشاكلك ولا تحملها معك الى البيئة الجديدة التي هربت اليها لبعض الوقت، وكما أن هناك تدريبات الحس الجمالي، حيث أن كثير من الناس يفقدون الشعور بالجمال بالرغم من كثرة الاشياء الجميلة حولهم.
وقد يعزوه البعض الى الألفة لكن هذا ليس صحيح لأن من يفقد الشعور بالجمال لايحس به إذا ما شاهد مناظر جميلة لا يألفها ويمكن تشبيه فقدان الشعور بالجمال بالصدأ الذي يغطي الآنية التي كانت تلمع ذات يوم، ولكي تستعيد شعورك بالجمال عليك بممارسة تدريبات حيث أنه لا يكفي أن تكون مستهلكا للموضوعات الجمالية تقف منها موقف المتفرج السلبي بل يجب أن تكون ممارسا إيجابيا وصانعا للجمال، فعليك أن تحاول أن ترسم فتحس بجمال الرسم، وأن تحاول أن تدندن مع النغمات التي تسمعها فيتدعم شعورك بجمال النغمة، وعليك أن تشترك مع شريكة حياتك في تذوقها للجمال في إختيار الوان ملابسها وملابسك، وأن تبحث عن الجمال في شريكة حياتك وإبرزه وأكد عليه فذلك سيسعدها ويسعدك، وعليك أن تتذوق الجمال في مأكلك ومشربك وملبسك وفي أوراقك وفي كل شيء تمتد اليه يدك، وعليك أن تدرب نفسك بإستمرار على تذوق الجمال وعلى خلقه في نفس الوقت.
الإسترخاء النفسي والعصبي للإنسان