زاكورة تصنع الحدث بالنسخة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء
متابعة: حامد خليفة
شهدت مدينة زاكورة، عروس الجنوب الشرقي للمملکة المغربیة، مطلع هذا الآسبپغ، افتتاح فعاليات الدورة التاسعة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، وذلك بحضور جمهورية كازاخستان كضيف شرف، إلى جانب نخبة من صناع السينما العرب والأفارقة والأوروبيين، من مخرجين وممثلين ومنتجين يمثلون دولًا عدة من بينها السعودية، مصر، تونس، فرنسا، إيطاليا، السنغال، سلطنة عمان، أوزبكستان، الفلبين وروسيا.
عرف حفل الافتتاح أجواء احتفالية مميزة جمعت بين الفن والفرجة، حيث تم تقديم لجان تحكيم المسابقات الرسمية للمهرجان في فروعها الثلاثة: الفيلم الروائي الطويل، الفيلم القصير، والسيناريو، إلى جانب عروض فنية لفرق فلكلورية من زاكورة ومنطقة الصحراء أبرزت غنى الموروث الثقافي المحلي، فضلاً عن عرض موسيقي وغنائي من التراث الكازاخي قدّمته فرقة فنية من جمهورية كازاخستان، في احتفاء خاص باليوم الوطني لكازاخستان.
كما عرف الحفل تكريم عدد من الأسماء السينمائية البارزة عربياً ودولياً، من بينهم المخرج المصري خالد يوسف، والممثلة الإيطالية ألكسندرا ديليا، والمخرج والمنتج المغربي رشيد الوالي، اعترافاً بمسيرتهم وإسهاماتهم في تطوير الفن السابع.
وفي كلمة آلقاها بالمناسبة، خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس المهرجان ومديره خالد شهيد أن هذا الحدث يشكل موعدًا سنويًا متجددًا مع الساكنة والمهتمين بالشأن الثقافي والفني: “إن المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء يرسخ لفعل ثقافي جاد في مدينة زاكورة من خلال الفن السابع، ويأتي تتويجًا لمسار استمر على مدى عشرين سنة، كضرورة ثقافية للنهوض بثقافة الصحراء عبر الصورة، وبناء جسور ثقافية ومجتمعية وإنسانية مع مختلف دول العالم، عبر لغة السينما التي تلغي الحدود وتنقل قيم التعايش والتسامح.”
وتوقف شهيد عند التحولات الكبرى التي شهدها المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، خاصة في المجال الثقافي والسمعي البصري، مؤكدًا أن “الإصلاحات العميقة والدعم العمومي للإنتاج السينمائي مكّنا من خلق نسيج إنتاجي متنوع، يدعم المواهب الجديدة ويعزز مكانة المغرب إقليميًا ودوليًا.”
وأشار رئيس المهرجان إلى أن الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المناظرة الوطنية للسينما سنة 2012 شكلت منعطفًا مرجعيًا في مسار السينما المغربية، إذ جعلت منها أداة للتنمية ووسيلة للحوار والانفتاح ورافعة للإشعاع الثقافي والدبلوماسي.
كما ذكّر شهيد بتجارب المهرجانات الوطنية الكبرى كـمهرجان مراكش الدولي للفيلم والمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، معتبراً أن هذه الدينامية السينمائية تشكل الخلفية التي ينبني عليها مهرجان زاكورة، الذي انطلق في بداياته كمبادرة من فاعلين سياحيين للترويج للإقليم، قبل أن يتحول إلى تظاهرة دولية بتيمة الصحراء تنظمها جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء.
وأوضح أن المهرجان اليوم يعد رافعة للتنمية المجالية والثقافية، ووسيلة للتسويق الترابي لمنطقة وادي درعة، والتعريف بموروثها الثقافي والعمراني الغني، من واحات النخيل إلى القصور والقصبات والكتبان الرملية والنقوش الصخرية، بما يجعل زاكورة وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية.
وختم رئيس المهرجان كلمته بالتأكيد على أن الدورة الحالية تراهن على ترسيخ صورة زاكورة كمدينة ساحرة ومنفتحة على العالم، قائلًا: “نأمل أن نصنع الحدث ونبرهن لكل زوار زاكورة أنها مدينة قادرة على المضي قدمًا في مسار التنمية الشاملة التي يعرفها المغرب، وأن المهرجان سيظل فضاءً للحوار والتفاعل وتبادل الخبرات بين المبدعين في الفنون البصرية على الصعيدين الوطني والدولي.”
هذا وآعلن خالد شهيد فی ختام کلمته أن إدارة المهرجان قد وجهت الدعوة إلى جمهورية أذربيجان لتكون ضيف شرف الدورة المقبلة، مواصلة بذلك انفتاح المهرجان على ثقافات متعددة، وترسیخه كجسر فني وإنساني بين الشمال والجنوب.
زاكورة تصنع الحدث بالنسخة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء