التبعية الفكرية إلى أين ؟!
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
في البداية و دون أدني شك و جدل قد منحنا الله عز وجل (عقل حر ) يفكر و يعتقد و يختار في حرية قائمة على العلم و البحث و المنهجية و الموضوعية في حكمة و دراية بما هو حولنا من خلال رؤية حقيقية لتكشف النا البُعد و بعض أسرار ماهية الأشياء عن اقتناع و تجربة و ثقافة واسعة شاملة لكافة المجالات المتنوعة و المتعددة خارج مسار تسليم العقل و عجزه عن الفهم و الإدراك سواء بنظرة يمينية أو يسارية في المكون الرئيسي لأبسط أمور الحياة اليومية ٠٠
و كل هذا من قضايا واقعية بعيداً عن التسليم إلى التبعية و الابتداع و التقليد و الوصاية و التسلط و بث نتاج ضيق لتيارات و جماعات و طوائف لها ميول و اتجاهات قتلت وحدة الصف و فرقت قوته و قوميته و عروبته تحت فهم خاطىء لتفسير جوهر و مقاصد هذا الدين القيم ٠
و الذي وضح معالم أصوله من خلال الكتاب و صحيح السنة النبوية الشريفة ، و قد انحرفت عن أصوله و أحكامه و مصالحه بصلتهم و صلتهم معا ٠
و صنعت بلبلة نحو الحُكم و الانتماء فكان ضرر الجماعات القشة التي قسمت عصا الأمة و أوهنت صفه و عرقلة حركة التقدم تحت فرض آراء لا تمت بصلة إلى الهدف من وراء كل عمل يسعد البشرية٠
و على أية حالة نجد المعادلة هنا تُنذر بمؤشر يهدم كل مشروع إصلاحي قائم على العلم و يحاول أن يختصر تلك المشاهد و المواقف الدخيلة على الرسالة من وراء كل فكر نقدي إيجابي خارج التخوين و المؤامرة و العدائية لكل مختلف معه في الطرح الفرعي دون مساس بالثوابت و الجذور و المستقر منها ٠
فينال أفظع التعاملات التي خارج الحوار و المناقشة لتعصب أعمى مفروضا و جهلا متفشيا وجدلا عقيما عطل مسيرة العقل و العمل ، و الحرص على التمسك بنصوص لا ترتق ِ إلى استلهام المقاصد و الأهداف منها في تسليم لرؤوس أُخرى تفكر و ترسم منهج و مذهب محدد و معلوم يتم فرضه عنوة في عطاء و عطاء قاصر لتحقيق أي إيجابية و من ثم تزداد هوة الشقاق و الصراع كل يوم و الضرر يتفاقم مشهد يسيء للجميع ٠٠
فإلى متى تظل هذه التبعية ؟! مسيطرة و تطفو على السطح و تفرض هيمنتها لمجموعة أفراد تتاجر بالقطيع دون تفكير ولو في موضوع و قضية واحدة و التخلص من المشاعر التي يكتسبها من غياب العقل لهؤلاء في أريحية وخضوع و قنوع ثم نعيب على الممارسات وتصدير كلام و شعارات و خصومات للدولة لحساب تيارات و فصائل عملت التي تفريق الوحدة و طمس هويتها بين الأمم ٠٠
و الخلاصة كل هذا متاجرة و فكر قاصر و فرض هيمنة تحت شعارات دينية خالية من ثوابته وروح المنفعة الاجتماعية الحقيقية بين تأصيل العلاقات الثنائية التي تتلاقي ٠٠
و تشويه المعتقد السامي و الآراء الجديرة بالتبني ، و هذا بتصدر الساحة و الترويج كل لفريقه على حساب الصالح العام ، بخداع مزاعم دخيلة و مستحدثة بفهم خاص عن مقاييس و معايير ورأي متبع مستقر في علمية و طمأنينة هكذا ٠٠
و برغم كل هذا النداء ترتمي تحت عباءة غيرها تأيدا و تمويلا و سيطرة ٠٠
نأمل تختفي هذه الظاهرة التي تطعن في الثوابت المستقرة و تحدث بلبلة في المشهد كل يوم و تعطل العقل و توسع هوة الخصومة بين أطراف المجتمع المتداخل و تمارس أبشع الأساليب على أرض الواقع تطبيقا و نحن لسنا في معزل عن الوصاية و التسلط و نبذ المختلف معهم ووسمه بأبشع الصفات و التدخل في النوايا نفسها و هذا بين العبد وربه لا سلطان لأحد على هذا تحت أي ضغط ٠٠
و كثير من الشباب المتعلم و المثقف لا يقرأ المغزى من وراء خطورة الانضمام الآلي بلا عقل و ينساق خلف العاطفة و يبيع مشاعره تعاطفا دون وزن الأمور من كافة الزوايا و بهذا يدور في دائرة لا يجني من الانقسام إلا الشر لصالح قوى داخلية و خارجية بالمرصاد لنا دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠
التبعية الفكرية إلى أين ؟!