الرئيسيةمقالاتحادث شرم الشيخ… مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة
مقالات

حادث شرم الشيخ… مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة

حادث شرم الشيخ... مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة

حادث شرم الشيخ… مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة

بقلم: الجيوفيزيقي محمد عربي نصار

 

في صباح هادئ من صباحات شرم الشيخ، وعلى طريقٍ يربط الطور بمدينة السلام، تحوّلت رحلة دبلوماسية إلى مشهدٍ من الحزن والمأساة. فقد تعرّض وفد قطري رفيع المستوى لحادث سير مأساوي أودى بحياة ثلاثة من الدبلوماسيين القطريين وأصاب آخرين، كانوا في طريقهم للمشاركة في مفاوضات التهدئة الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، قبل يوم واحد فقط من انعقاد القمة الدولية المرتقبة.

تفاصيل الحادث والمصابين

بحسب المصادر الأمنية، وقع الحادث عند الكيلو 50 على طريق الطور–شرم الشيخ، إثر انقلاب السيارة التي كانت تقل الوفد القطري.

أسفر الحادث عن وفاة كل من:

عبد الله غانم سيف (40 عامًا)

حسن الجابر (52 عامًا)

سعود بن ثامر (45 عامًا)

فيما أُصيب كل من:

عبد الله عيسى الكوالي (35 عامًا) بإصابات بالغة في الرأس والقدم.

محمد عبد العزيز بوعانين (31 عامًا) باشتباه كسر في العمود الفقري.

يحيى شوقي (40 عامًا – مصري) سائق السيارة، بجروح قطعية في الرأس واليد اليسرى.

تم نقل جثامين الضحايا إلى مشرحة مستشفى شرم الشيخ، فيما تولّت فرق الإسعاف المصرية نقل المصابين على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم تحت إشراف طبي متكامل، وسط متابعة دقيقة من الأجهزة الأمنية والنيابة العامة.

الجهود القطرية في مفاوضات التهدئة

جاء هذا الوفد القطري إلى شرم الشيخ ضمن جهود دؤوبة تبذلها دولة قطر في وساطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة. وقد لعبت الدوحة خلال الأسابيع الماضية دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية تفتح الباب أمام حل شامل للأزمة.

كانت الرحلة في جوهرها رحلة سلام، هدفها دعم المساعي الإقليمية لحقن الدماء الفلسطينية، لكن القدر اختار أن يسجل فصلًا حزينًا في مسار تلك الجهود.

الاستجابة المصرية والإجراءات العاجلة

بمجرد وقوع الحادث، تحركت فرق الإسعاف المصرية والأجهزة الأمنية بسرعة لاحتواء الموقف، حيث وصلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث خلال دقائق معدودة، وتم تأمين الطريق ونقل المصابين فورًا إلى المستشفى، مع اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.

كما أصدرت الجهات المعنية في جنوب سيناء تعليمات عاجلة لتوفير أقصى درجات الرعاية للجرحى، ومتابعة التحقيق في ملابسات الحادث بالتنسيق مع السفارة القطرية في القاهرة.

نعي ووقفة إنسانية

عمّ الحزن أوساط الدبلوماسية العربية، حيث عبّرت وزارة الخارجية القطرية عن بالغ الأسى لفقد نخبة من أبنائها الذين نذروا أنفسهم لخدمة قضايا الأمة، داعيةً الله أن يتغمّدهم بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

كما قدّمت السلطات المصرية خالص التعازي لدولة قطر، مؤكدةً تضامنها الكامل في هذا المصاب الأليم.

نسأل الله أن يتقبّل المتوفين في رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجعل ما أصابهم في ميزان حسناتهم.

حادث شرم الشيخ… مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة

حادث شرم الشيخ... مأساة دبلوماسية على طريق التهدئة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *