الرئيسيةمقالاترسول الله مع يزيد بن شهاب
مقالات

رسول الله مع يزيد بن شهاب

رسول الله مع يزيد بن شهاب

رسول الله مع يزيد بن شهاب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعافية للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد يقول النبي الكريم المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم ” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عن الله صديقا ” ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن للصدق غاية وللصادق مرتبة أما غاية الصدق فهي البر والخير ثم الجنة وأما مرتبة الصادق فهي الصديقية وهي المرتبة التي تلي مرتبة النبوة، وإن الصادق لمعتبر بين الناس في حياته ومماته، فهو موضع ثقة فيهم في أخباره ومعاملته وموضع ثناء حسن وترحم عليه بعد وفاته.

وإحذروا أيها المسلمون من الكذب، فإحذروا من الكذب في عبادة الله تعالي، لا تعبدوا الله رياء وسمعة وخداعا ونفاقا، واحذروا من الكذب في إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تبتدعوا في شريعته ولا تخالفوه في هديه، وإحذروا من الكذب مع الناس ولا تخبروهم بخلاف الواقع ولا تعاملوهم بخلاف الحقيقة، واعلموا يرحمكم الله أن من أهم طرائق المنصّرين في إثارة الإفتراءات على الدين، هو الإعتماد على الضعيف الذي لا يحتج به، ويقصد بهذه الطريقة أن يستدل المنصّر بأحاديث ضعيفة أو موضوعة لا يحتج بها، ومثال هذه الطريقة هو إستدلال المنصر بقصة الحمار يعفور، التي جاء فيها لما فتح الله على نبيّه المصطفي صلي الله عليه وسلم خيبر، أصابه من سهمه أربعة أزواج خفاف، وعشر أواقي ذهب وفضة، وحمار أسود، فقال للحمار ما إسمك؟ 

فقال يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدّي ستين حمارا، كلهم لم يركبه إلا نبي، ولم يبقى من نسل جدّي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت قبلك لرجل من اليهود، وكنت أعثر به عمدا، وكان يجيع بطني، ويضرب ظهري، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم قد سمّيتك يعفور، أتشتهي الإناث؟ قال لا، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يبعث به إلى باب الرجل، فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار، أومأ إليه أن أجب رسول الله، فلما قبض رسول الله، جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها جزعا، وهذا الحديث موضوع لا أصل له بل هو من وضع الكذَّابين الراغبين في الطعن في الإسلام، فلا يجوز الإحتجاج به، ولا يجوز روايته إلا مع التنبيه على ضعفه، وهذا ما حكم به علماء الحديث على هذه القصة المكذوبة. 

 

وقال ابن الجوزى هذا حديث موضوع، فلعن الله واضعه، فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والإستهزاء به” وقال ابن حبان “لا أصل له، وإسناده ليس بشيء” وقال ابن كثير ” وقد أنكره غير واحد من الحفاظ الكبار” ونقل ابن الأثير عن أبي موسى الأصفهاني قوله “هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا، لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه” والأسلوب الأمثل في مواجهة هذه الطريقة، هو النظر في صحة الدليل، ومعرفة حكم علماء الحديث عليه، فإن ثبت ضعف الحديث، يسقط الإحتجاج به،هذا وصلوا وسلموا على أفضل المرسلين وخاتم النبيين، رسول رب العالمين محمد الصادق الأمين، فقد ندبكم لذلك ربكم القوي المتين، اللهم صلي وسلم على نبينا محمد صلاة وسلام ممتدين دائمين إلى يوم الدين، اللهم وزده ثناء وتعظيما وتشريفا وتكريما، اللهم وارض عن آله الأطهار وصحابته الأبرار المهاجرين منهم والأنصار وعنا معهم بمنك وكرمك يا رحيم يا غفار.

رسول الله مع يزيد بن شهاب

رسول الله مع يزيد بن شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *