الرئيسيةمقالاتمحبرتي وقلمي
مقالات

محبرتي وقلمي

محبرتي وقلمي

محبرتي وقلمي

بقلم زينب كاظم 

محبرتي لا تعرف المساومة، ولا تُفرغ حبرها في سبيل إرضاء أحد. إنها تنزف صدقًا، وتغلي كالجمر حين يمرّ أمامها الباطل. أما قلمي، فهو لسان الحقّ حين يسكت الجميع، لا يجامل، ولا يلين، ولو اضطر أن يكتب بالحبر الناري.

كلماتي لا تُصاغ لتزيّن الصفحات، بل لتكسر القيود وتوقظ الضمائر. كل حرفٍ منها شهادة، وكل سطرٍ منها موقف. إن سكتَ الخوف، تكلّم قلمي؛ وإن انطفأت الأصوات، اشتعلت محبرتي.

لا يغرّها التصفيق، ولا تهزّها الألقاب. فهي تعلم أن الحقّ لا يحتاج تصفيقًا، بل يحتاج من يجرؤ أن يكتبه.

محبرتي وقلمي… عهدٌ على أن يظلا ناريَّين في وجه الزيف، مضيئَين في عتمة الوعي، لا يجفّان، ولا يُساومان، حتى يكتب الله للكلمة النزيهة أن تكون قدرًا لا يُطفأ.

محبرتي ليست آنيةً من سائلٍ أسود، بل روحٌ تفور كبركانٍ من صدقٍ ووجع. في أعماقها نارٌ تسكن الحروف قبل أن تولد، ونورٌ يقدّ طريقها نحو العدل مهما اشتدّ الظلام.

قلمي ليس أداةً للزخرفة، بل كائنٌ من لهيبٍ يكتب حين يصمت الجميع، يصرخ حين يخاف الآخرون. لا يعرف المجاملة، ولا ينحني لظلٍّ زائل. إذا كتب، اشتعل الورق، وإذا سكت، ظلت النار تحت الرماد تنتظر لحظة الحق لتتوهّج من جديد.

كلماتي لا تبتسم للمجاملة، ولا تُزيَّن لتنال رضا أحد. إنها تمشي حفاةً على الجمر، وتعود مكلّلةً بضوء الحقيقة. إن خان الحبر غيري، فمحبرتي لا تخون؛ وإن جفّت الأقلام، فقلمي يكتب ولو بالحبر الناري.

أنا لا أكتب لأنني أريد، بل لأن في صدري شعلةً تأبى السكون. ومن بين لهبها يولد النور، وتُزهر الحروف كأنها قسمٌ أبديّ على أن تبقى الكلمة حيّة… لا تخضع، ولا تُطفأ.

قلمي 

قلمٌ من نارٍ وحقٍّ ونور، لا يعرف سوى الصدق، ولا يصلي الا للحق ولا يسجد إلا للحقيقة.

محبرتي وقلمي

محبرتي وقلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *