الرئيسيةمقالات*كسر القوارير*
مقالات

*كسر القوارير*

*كسر القوارير*

 

بقلم اللواء م/ محمد فريح الحارثي : جدة:-

 

“كسر القوارير” وصف لحالة تتكرر حين تُهان المرأة أو تُقصى، رغم مكانتها التي أقرّها الله في كتابه الكريم.

يأتي هذا المقال كثمرة تجربة واقعية من خلال عضويتي في (وقف الإصلاح الخيري بجدة)، برئاسة الدكتور 

جمعان مسفر الغامدي، ومشاركة نخبة من المختصين في معالجة قضايا أسرية كشفت حجم التعسف وهضم الحقوق الذي تتعرض له المرأة في بعض البيئات.

فقد وجدنا حالات منع من الزواج، أو التعليم، أو الوظيفة.

وعلمنا عن نساء يُحرمن من النفقة، يُتركن بلا مسكن، يُنتزع منهن حق الحضانة، وأُخريات يُقصين من مواقعهن في القضايا الأسرية، وبعضهن يُواجهن العنف أو التمييز دون سند أو صوت.

ولذلك وصف النبي ﷺ النساء بالقوارير، وأوصى بهن خيرًا:”رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ”

“اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”

فكل واحدة منهن تحمل قلبًا هشًا، وروحًا شفافة، ومقامًا يستحق التقدير.

لكن حين تُكسر هذه القوارير، فإن كيان المجتمع يتأثر، لأن المرأة ليست طرفًا في الحياة، بل هي قلبها النابض، وركنها الثابت، وسرّ توازنها.

بين الأنظمة والواقع، كيف تُكسر القوارير؟

رغم ما أقرّته الأنظمة السعودية من تشريعات تحفظ للمرأة حقوقها، وتُعزّز مكانتها، وتُجرّم كل أشكال الإيذاء الجسدي أو النفسي، إلا أن الواقع لا يخلو من تحديات تُصعّب على كثير من النساء الوصول إلى هذه الحقوق.

فبعضهن يُواجهن عراقيل اجتماعية، وحواجز نفسية، وخوفًا من العار أو الفضيحة، مما يجعلهن يُفضّلن الصمت على المطالبة، والانكسار على المواجهة.

وقد جاءت رؤية المملكة 2030 لتُعيد الاعتبار للمرأة، وتُعزّز مشاركتها، وتُؤكّد على تمكينها في كل المجالات، لكن هذا التمكين لا يكتمل إلا بكسر الحواجز الخفية التي تُقيّد صوتها، وتُحاصر حقها، وتُبقيها في دائرة الخوف والتردد.

فلنُراجع أنفسنا، ونتذكر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ عندكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)[رواه مسلم].

عزيزي القارئ، إن كنت تؤمن بقيمة المرأة، وتدرك أثر الكلمة والموقف في جبر القلوب، فكن شريكًا معنا في إصلاح كسر القوارير بنشر هذا المقال.

فأنت لك مجموعة من القوارير من أهلك وأسرتك وقريباتك.

ربما تكون أنت البداية التي تُحدث الفرق.

*كسر القوارير*

*كسر القوارير*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *