الرئيسيةمقالاتالأمن والإيمان قرينان
مقالات

الأمن والإيمان قرينان

الأمن والإيمان قرينان

الأمن والإيمان قرينان

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

 

الحمد لله الولي الحميد أمر بالشكر ووعد بالمزيد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحكم ما يريد ويفعل ما يريد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن إهتدى بهديه إلى يوم المزيد أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن الأمن والإيمان قرينان، فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم أحاطت بهم المخاوف وإنتشرت بينهم الجرائم وهذه هي سنة الله في خلقه حيث يقول تعالي ” وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون” 

وفي دول الغرب فشلت كل الوسائل التقنية الحديثة والأجهزة الدقيقة التي تحصي الثواني واللحظات وأفلست كل نظم الأرض وحيل البشر، فإن الأمن لا يدرك بالبطش والجبروت والإستبداد والقهر، ولو كان الأمر كذلك لكان الروس وأضرابهم أنعم الناس بالأمن وهو في المقابل لا يدرك بالتساهل والتسامح مع المجرمين والمفسدين إلى حد الفوضى وإلا لكانت بلاد الغرب أكثر بلاد العالم أمنا، وإن الأمن الذي نعيشه ونتفيؤ ظلاله، إنما هو منحة ربانية ومنة إلهية مربوطة بأسبابها ومقوماتها والتي من أعظمها، إقامة شرع الله وتنفيذ حدوده وتحقيق عقيدة التوحيد ومناصرتها والدعوة إليها، ولكن عباد الله كيف نحافظ على نعمة الأمن؟ فإنه لا بد أن ندرك أن نعمة الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها، والتي من أعظمها توحيد الله والإيمان به. 

والتخلص من خوارم العقيدة ومجانبة البدع والخرافات، وحتى نحافظ على الأمن في البلاد، لا بد من تربية الأمة رجالها ونسائها على طاعة الله والإستقامة على شرعه والبعد عن معصيته وإن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم، لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يقظ لا يغادره في جميع الأحوال، ونحافظ على الأمن بالقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المستوى الفردي والشعبي والرسمي فهو صمام أمان المجتمع وبه يحصل العز والتمكين، ونحافظ على الأمن بالعدل في كل جوانب الحياة، فالراعي مع رعيته، والأب مع أهله وزوجاته والمعلم مع طلابه، والرئيس مع مرؤوسه، ومتى تحقق العدل دام الأمن بإذن الله، ونحافظ على الأمن بتهيئة المحاضن التربوية للشباب ودعم كل المؤسسات العاملة. 

في تربية الناشئة من حلقات القرآن والمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية، ونحافظ على الأمن بمعالجة أسباب إنحراف الأبناء، بسبب ما تعيشه بعض البيوت من فقر، أو نزاعات وشقاق وما ينتج عنها من حالات طلاق وتشرد، ونحافظ على الأمن والاستقرار، حينما يقوم العلماء والمربون بدورهم في إحتواء الشباب ومعالجة الأحداث وتقريب وجهات النظر وتهدئة الانفعالات، وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع الشباب لترشيد حماسهم وتوجيه انفعالهم وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمة لا في هدمها، وإن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة من دعوات التغريب ودعايات الفساد والإفساد، وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول وتحرف السلوك، ولا بد أن يحذر الشاب الغيور من تعجل الأمور. 

أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الراسخين الصادقين، وإن من الحكمة الواجبة، أن نتجنب العاطفة الهوجاء، وردود الأفعال المتهورة، متسلحين بالعلم والحلم والصبر، مشتغلين ببناء النفس ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن لا نقحم أنفسنا في أمور لا تحمد عقباها، ولا تعلم شرعيتها وجدواها.

الأمن والإيمان قرينان

الأمن والإيمان قرينان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *