التيار القتالي والمقاوم للهيمنة الغربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، وكفى وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم أما بعد ذكرت المصادر السياسية التاريخية الكثير عن سعي الغرب إلي الحروب الفكرية، حيث ذكر المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قال في تصريح له في فترة رئاستة يدعو إلي حرب الأفكار، وقد نص تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ألفان وواحد على ذلك التوجه، حيث جاء فيه إن العدو الرئيسي لأمريكا هو تيار إسلامي راديكالي متطرف، تعود مرجعيته إلى أفكار ابن تيمية وسيد قطب ولا يوجد مجال للتصالح مع هذا التيار، ولا بد من عزله وتصفيته تماما، لكن لا بد أولا من منازلته في ميدان حرب الأفكار من أجل كسب الغالبية المحايدة.
التي يمكن أن تتحول إلى متعاطفة معه، وحتى لا يتبادر إلى أذهان بعضنا أن مقصودهم بالتيار الإسلامي الراديكالي هو التيار القتالي أو المقاوم للهيمنة الغربية والذي يوصم دوما بالإرهاب، فإن على من يتوهم ذلك أن يطالع تقرير مؤسسة الأبحاث الأمريكية راند الأخير، الخاص بإنشاء توجهات أو تجمعات تمثل الإسلام المعتدل حيث وضع ذلك التقرير المعايير التي يحدد من خلالها الفرق بين المعتدلين والمتطرفين، وأهم سمات الإعتدال في نظر من أعدوا التقرير القبول بالديمقراطية وهذا يعني رفض مبدأ الدولة الإسلامية، والقبول بالمصادر غير المتعصبة في تشريع القوانين بما يعني إلغاء مصدرية ومرجعية الشريعة، ونبذ العنف إلا في حالة الحرب العادلة أي التخلي عن الجهاد والمقاومة، وإحترام حقوق النساء والأقليات وهو ما يستدعي إحلال المفاهيم الغربية.
محل الإسلامية فيما يتعلق بالنساء وغير المسلمين، وقد حدد تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر هدفا جوهريا من أهداف حرب الأفكار عندما نص على أنه لا بد من منازلة التيار غير المعتدل في ميدان حرب الأفكار من أجل كسب الغالبية المحايدة التي يمكن أن تتحول إلى متعاطفة معه، وكسب الغالبية إذن هو الهدف والرهان الإستراتيجي، للإستيلاء على القلوب والعقول، والوصول إلى ذلك لا يكون إلا عبر تحركات تكتيكية يكون الدولار فيها هو الوقود المحرك لأفكارهم والمحرق لأفكار غيرهم، وهذا ما ذهب إليه تقرير مؤسسة راند السابق الصادر في الثامن عشر من شهر ابريل لعام ألفان وخمية ميلادي، بعنوان قلوب وعقول ودولارات، والذي نص على أهمية مزاحمة العدو على عقول الناس وقلوبهم، عن طريق تسخير الدولار، في تغيير الأفكار.
بإتجاه العلمنة والأمركة واللبرلة، أي بإختصار تغيير الإسلام في فهم وإعتقاد متبعيه، لهذا فإن الحرب الأمريكية الراهنة على العالم الإسلامي، ستبقى في جوهرها وإن سكنت المدافع حرب أفكار، ولذلك فمن غير المتوقع أن تتوقف بشكل نهائي، أو ترتبط بتغيرات سياسية عندنا أو عندهم، لإرتباط تلك الحرب بمعايير رضاهم عنا وعن عقائدنا ومبادئنا وأفكارنا، وهذا الذي لن يحصل، ما دام المسلمون مسلمين، والنصارى نصارى واليهود يهودا، فالمعركة بيننا وبينهم ستظل دائما معركة على الثوابت، بين ما عندنا من منهج الحق والهدى، وما عندهم من أفكار الغي والهوى، وكما أن الإمكانات التي رصدت ولا تزال ترصد لإدارة حرب الأفكار لا تكاد تصدق، ولا ندري كيف صدق الأمريكيون وغيرهم من اليهود والنصارى أنفسهم في أنهم يمكن لهم أن يغيروا ديننا، كما غيروا دينهم؟ ولكن صدق ربنا إذ قال ” ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكون سواء “
التيار القتالي والمقاوم للهيمنة الغربية