الرئيسيةأخبار العالمتحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيب
أخبار العالم

تحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيب

تحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيب

 تحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيب

 

بقلم: نبيل أبوالياسين 

 

في ظل انهيار مروّع لمرتكزات القانون الدولي، وتعطيل متعمّد لإرادة المجتمع الدولي، ما أفقد الأمم المتحدة مصداقيتها بعد أن وقفت عاجزةً عن كفالة الحقوق لأصحابها. وفي خضمّ التحذيرات من انزلاق العالم نحو فوضى جيوسياسية غير مسبوقة، أطلَّ الحقوقي والباحث البارز “نبيل أبوالياسين” ببيان صحفي تاريخي، ليُسدل الستار عن حجم المأساة التي يعيشها العالم بأسره، والانجرار الأمريكي الأعمى وراء الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب أبشع إبادة جماعية شهدها التاريخ على مدار عامين كاملين، ليقدم للرأي العام العالمي خلاصة رصده وتحليله لهذه الأحداث الجسام.

سنغافورة تحذر: العالم على أعتاب مرحلة “فوضوية”

أكد أبوالياسين أن تحذير رئيس وزراء سنغافورة، لورانس وونغ، من أن العالم على أعتاب مرحلة “فوضوية” يعدُّ ناقوس خطر يدق بقوة. ولفت إلى أن هذه التصريحات ليست مجرد تنبؤ، بل هي تشخيص دقيق للواقع العالمي الذي يعيشه الجميع، حيث تراجعت الهيمنة الأمريكية عن لعب دور الضامن للنظام الدولي الذي ساعدت في بنائه. وأوضح أن واشنطن لم تعد ترى مصلحة ذاتية في الحفاظ على هذا النظام، ما سيخلق فراغاً جيوسياسياً يهدد استقرار العالم بأسره. وشدد الباحث على أن هذه المرحلة الانتقالية التي قد تمتد لعقد كامل، ستكون لها تبعات كارثية على التجارة الدولية والأمن الجماعي، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز التحالفات التجارية الجديدة وبناء شراكات إستراتيجية بين الكتل الاقتصادية لمواجهة هذه التحديات.

زيارة فانس لإسرائيل: إهانة أمريكية متعمدة

ردّ أبوالياسين بردّ صاعق على ما تعرضت له زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، لإسرائيل، واصفاً إياها بـ”الإهانة المتعمدة” للإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن التقارير التي أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يعمل على انهيار الاتفاق، هي دليل واضح على استهتار الحكومة الإسرائيلية بالشركاء وحتى الحلفاء. وشدّد على أن واشنطن، التي اعتادت على نقض العهود، وجدت نفسها اليوم في موقف الذليل الذي يُنتهك كرامته، حيث تُفرض عليها شروط من قبل حليفها. وأضاف أن إسرائيل تريد قوات دولية “ترتاح لها”، أي توافق على انتهاكاتها، وهو ما رفضه أبوالياسين بشدة، مؤكداً أن الفلسطينيين هم من يحق لهم اختيار القوات التي ستحافظ على الأمن.

الضمّ والتهدئة: خلاف على التوقيت وليس المبدأ

كشف أبوالياسين النقاب عن حقيقة الموقف الأمريكي من ضمّ الضفة الغربية، مؤكداً أن الخلاف مع إسرائيل هو خلاف حول التوقيت وليس المبدأ. ووضح أن الإدارة الأمريكية ترفض الضمّ الآن لأنه سيعيق خططها لإتمام المزيد من اتفاقيات التطبيع “اتفاقات إبراهام”، وسيضع الحكومات العربية في مأزق كبير أمام شعوبها. وأكد قائلاً: “ترامب نفسه وعد في حملته الانتخابية بمساعدة الاحتلال في ضم الضفة. فهل نحن أغبياء كي نصدق وعوده الآن؟”. كما لفت إلى أن الضغط الذي تمارسه مجموعة من السيناتورين الديمقراطيين على ترامب لمنع الضمّ يأتي في إطار هذه الحسابات السياسية الضيقة، وليس دفاعاً عن الحق الفلسطيني.

الدور التركي: الممانعة الإسرائيلية كشف الحقيقة

أبرز أبوالياسين أن الرفض الإسرائيلي المطلق لنشر قوات تركية ضمن القوة الدولية في غزة هو اعتراف ضمني بنزاهة وفاعلية الدور التركي. وأوضح أن القوات التركية هي الوحيدة القادرة على منع أي انتهاك بحق الفلسطينيين، ولا تقبل بأي تجاوز من شأنه عرقلة تدفق المساعدات الإنسانية. وأكد أن مشاركتها ستطيح بأي اختراق لوقف إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، وهو ما تدركه إسرائيل جيداً، ولذلك تصر على منعها. وردّاً على محاولات بعض الأوساط الإسرائيلية وصف تركيا بعدو، قال أبوالياسين: الدول لا تحكمها المشاعر، بل المصالح. وتركيا قدمت نفسها كطرف وسيط نزيه وفعال.

المستقبل الفلسطيني: حوار وطني وضرورة الإفراج عن البرغوثي

في معرض حديثه عن الحلول السياسية، أكد أبوالياسين أن حركة حماس ملتزمة باتفاق الهدنة وتتجه نحو حوار وطني شامل بقلوب مفتوحة. وأشار إلى أن الحركة حصلت على ضمانات واضحة من مصر وقطر وتركيا، وإلى تأكيدات مباشرة من الولايات المتحدة بأن الحرب انتهت فعلياً. ولفت إلى أن التصريحات الأمريكية حول ضرورة الإفراج عن الزعيم الفلسطيني، مروان البرغوثي، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ يمثل البرغوثي رمزاً للوحدة الفلسطينية ويمكنه قيادة مفاوضات من أجل الدولة الفلسطينية. وختم هذا المحور بالقول: “ندعو إلى الانحياز للإجماع الوطني، والمشاركة في حوار بروح مسؤولة، فالمرحلة خطيرة على الشعب الفلسطيني بأكمله”.

الاحتلال والإرهاب: جرائم موثقة بالصوت والصورة

انبرى أبوالياسين للرد على الجرائم التي يستعرضها مسؤولو الاحتلال، واصفاً إياها بـ “الإرهاب الموثق”. وتحدث عن الجريمة التي ارتكبها وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باستعراضه ثلاثة أسرى فلسطينيين من “النخبة” وهم مقيدون ومذلولون. ووصف أبوالياسين المشاهد بأنها “دليل إدانة لا يقبل الجدل، تعبر عن المعنى الحقيقي للإرهاب”. كما استشهد بالجدل المروع داخل “الكابينت” الإسرائيلي حول “من نقتل أولاً، الطفل الفلسطيني أم حماره؟”، معتبراً أن هذا النقاش ليس مجرد سادية، بل هو تعبير عن عقلية إجرامية وفاشية تمثل أكبر خطر على البشرية جمعاء.

وختامًا: إلى الضمير الإنساني الحي.. إلى أحرار العالم..

هذا هو البيان الذي لا يحمل مجرد كلمات، بل يشهد بوقائعه على فظاعة انهيار المشروع الدولي تحت وطأة الدعم الغربي الأعمى لأكبر آلة إبادة في العصر الحديث. لقد فضحنا لكم جرائم الاحتلال المدعومة أمريكيًا، ليس بالتلقين، بل بالصوت والصورة والوثيقة. لقد كشفت لكم الوقائع أن “الفوضوية العالمية” ليست نظرية، بل هي نتاج سياسات “أمريكا أولاً” التي قتلت القانون وأماتت الضمير. وإننا، إذ نحمل هذه الحقائق، لن نترك مجالاً للشك بأن مقاومة الاحتلال ليست خياراً، بل هي مصير الأمة الذي لا يحتمل التأويل. فاليوم، ونحن نرى العالم يترنح على حافة الهاوية، نقول: إن فلسطين ستظل شعلة الحرية، ولن تتوقف مسيرتها حتى يتحرر كل شبر من ترابها، وتزول عن وجه البشرية وصمة هذا الاحتلال البغيض وعار الصمت عليه.

تحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيبتحذير سنغافورة.. وفانس يُهان في تل أبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *