السياسة الخارجية التي إتبعها النظام الفاشي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن بينيتو أندريا موسوليني وهو حاكم إيطاليا ما بين عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين إلي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين ميلادي، وكما ذكرت المصادر أنه أعلن موسوليني نفسه قائدا للحزب الوطني الفاشي، وحتى عام ألف وتسعمائة وستة وعشرين ميلادي، إستمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وتم قتل القادة الذين عارضوا الفاشيين، وكان الفاشيون ينظمون غارات في الأرياف وهم في شاحناتهم، يدخلون المزارع المعروفة بأنها إشتراكية فيقتلون الناس أو يعذبونهم، فبعد أن شتتوا الحزب الشيوعي واغتالوا العديد من قادته وأزاحوا مؤسساته النقابية وجمعياته التعاونية.
بدأوا حربهم الثقافية في طبخ كل النزعات والإتجاهات والأساليب في الأدب والفن في وعاء الإتجاهات القومية الذي تختلط فيه الفنون والآداب والدعاية بإتجاه منغلق ومعاد لأية قومية أخرى أو اتجاه آخر وبهدف معلن هو تحرير الثقافة الإيطالية وتوحيد إشكالها ومقاييسها لتتطابق وتتجانس مع فكر الدوتشي، وإمتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على إستخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية، وبدأت حملة تجريد العشرات من الصحافيين من هوياتهم في النقابات الصحفية، كما أغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية، مع إجبار الناس على وضع صورة في غرف النوم وأن توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء.
وخواتم الزواج من أصابع المتزوجين، وتشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول، وأخذ موسوليني يلوح بقوته الهائلة وقدرته على تعبئة إثنى عشر مليونا مسلحين بأحدث الأسلحة، في حين أن الرقم الحقيقي لم يكن يعدو المليونين، أما الطائرات والبوارج والدبابات الثقيلة التي طالما تحدث عنها، فلم يكن لها وجود، فلم تكن قواته تملك سلاحا أثقل من العربات المصفحة التي تزن ثلاثة أطنان، وظل موسوليني يصر على أن الفاشية لا تؤمن بإمكانية ولا بفائدة السلم الدائم، الفاشية تفهم الحياة كواجب ونضال وقهر، وكانت السياسة الخارجية التي اتبعها النظام الفاشي تجنبت خيار السلام وإعتبرته ظاهرة متعفنة.
السياسة الخارجية التي إتبعها النظام الفاشي


