سجينة النور
بقلمي زينب كاظم
أنا التي أوصلتُ ضوءَ صوتي إلى العالم،
وأنا التي أعيش في زنزانةٍ لا ترى الشمس.
قيودٌ من عاداتٍ تخنق الحلم،
وأصواتٌ من حولي تخاف النور،
مجتمعٌ ينسج حولي أسوارًا من «ينبغي» و«لا يجوز».
لكنّي ما انطفأت…
قلمي كان مشعلًا في ليلٍ طويل،
ونبراسًا في زمنٍ فقد البصيرة،
وصوتًا يجلجل بالحقّ،
حتى وإن عاد الصدى ليجرحني.
هم لا يعلمون أن الزنازين لا تُطفئ النور،
بل تُصفّيه…
وأن الحديد لا يُخرس القلوب الصادقة،
بل يزيدها اشتعالًا.
أنا امرأةٌ كُتبت من نارٍ وسماء،
إذا انغلق باب، فتحتُ للضوء نافذةً من الكلمة،
وإذا أطبقوا الظلام عليّ،
أشعلتُ وجعي حتى أرى الطريق.
سجنتني الحياة بأشكالها،
لكنّي حرةٌ في الحرف،
طليقةٌ في المعنى،
وصوتي ما زال يطير،
يضيء العالم…
ولو من خلف القضبان.
سجينة النور


