لماذا نصر على الهروب من الحقيقة؟
بقلم: رضوان شبيب – محرر صحفي
التوكتوك… وجوده أصبح جريمة صريحة تهدد الشارع والأمن القومي
لماذا نصر على الهروب من الحقيقة؟ ولماذا نحاول تجميل واقع أصبح مؤلما و خطرًا في آن واحد؟
التوكتوك، تلك المركبة التي تسللت إلى شوارعنا بلا ضوابط ولا رقابة، تحول وجودها إلى جريمة مكتملة الأركان من كل النواحي.
شوارع مصر اليوم أصبحت مرتعا لفوضى هذه المركبات؛ أصوات الكلاكسات المزعجة، الضجيج المستمر، والسلوكيات المستفزة التي تحول الطريق إلى معركة يومية.
لم يعد الأمر مجرد وسيلة مواصلات… بل تحول إلى تجمعات تمارس أشكالا من البلطجة والعشوائية:
ملابس غير لائقة، تجاوزات سافرة، وسير عكس الاتجاه حتى على الطرق السريعة.
التوكتوك مركبة مخالفة لكل المواصفات الفنية والقانونية؛
معظمها بدون لوحات، غير مرخصة، ويقودها أحيانا أطفال في عمر 7 سنوات، وشباب بلا رخص قيادة، بلا تدريب، بلا مسؤولية.
فوضى مواقف التكاتك في مداخل ومخارج الشوارع تحولت إلى استغلال صريح للمواطن، وسيطرة كاملة على المجال العام دون أدنى اعتبار للقانون أو حقوق الناس.
وفي كل توك توك ترى سائقا وبجواره شابا آخر—في أغلب الأحيان—يقومان بدور “الفتوة”، مما يجعل أي خلاف بسيط يتحول فورا إلى مواجهة يحاصر فيها المواطن أمام أربعة أشخاص أو أكثر.
هذا ليس كلاما مرسلا… بل تؤكده الإحصائيات الرسمية التي تسجل مئات الحوادث سنويا، معظمها بسبب التوكتوك، من دهس وإصابات وسرقة ومضايقات، بل وجرائم قتل.
لن نجامل ولن نكذب على أنفسنا…
إجراءات الدولة لتنظيم أو منع التوكتوك تأتي في الاتجاه الصحيح تمامًا.
هي حماية للمواطن، ولأمنه، ولأسرته، وللأمن القومي قبل أي شيء.
ومن يعترض عليه أن ينظر فقط إلى حجم الكوارث والحوادث والفوضى الناتجة عن هذه المركبة خلال السنوات الأخيرة.
حان وقت المواجهة…
وحان وقت الاعتراف بأن التوكتوك لم يعد وسيلة نقل… بل أصبح خطرًا يجب التعامل معه بجدية وحسم.
لماذا نصر على الهروب من الحقيقة؟


