القيادة السياسية ، تنتصر للحس الوطنى ؟
بقلم : عماد نويجى
بين تحذيرات الأمس… وحقائق اليوم
تتردد في الشارع السياسي المصري اليوم أسئلة مُلحّة:
هل استوعبت القيادة السياسية الدرس؟
هل بدأت بالفعل تُراجع ما حدث في تجارب سابقة – وعلى رأسها مشهد انتخابات 2011 – بكل ما حمله من فوضى واستفزاز وتغوّل للمال السياسي الذي شوّه إرادة الناخبين وفتح أبوابًا لعناصر لم تكن يومًا مؤهلة لتمثيل الشعب؟
لقد حذّر كثيرون، بصوت واضح وصريح، من إعادة إنتاج ذلك النموذج المأزوم؛ نموذج يختلط فيه النفوذ بالمال، وتصبح فيه المقاعد سلعة تُشترى، لا مسؤولية تُحمَل. ومع ذلك، تكرر المشهد لسنوات:
شخصيات تملك المال لا الفكر، السطوة لا الخبرة، والقدرة على شراء الأصوات لا القدرة على تمثيل الناس.
لكن اليوم… يبدو أن ثمة تحوُّلًا ما.
تصريحات وخطوات تُلمّح إلى مراجعة جادة، وربما اعتراف ضمني بأن ترك الساحة لسطوة المال السياسي كان خطأً فادحًا دفع الوطن ثمنه.
فلا استقرار يُبنى على برلمان هش، ولا تنمية تتحقق بوجود ممثلين صعدوا على أكتاف الفقراء لا عبر ثقة وطنية حقيقية.
إن الاستماع لصوت العقل ليس رفاهية سياسية… بل ضرورة وجود.
ومصر اليوم – بعد ما مرت به من تحديات – أحوج ما تكون إلى مجلس يعكس ضمير الشعب، لا خزائن الأثرياء؛ مجلس يضم أهل الكفاءة والخبرة، لا أهل ( الص deals ) والمصالح.
ولعلّ في الحراك الحاصل الآن ما يشير إلى أن الدولة بدأت تُدرك أن المال السياسي لم يصنع يومًا وطنًا قويًا… لكنه كاد يصنع كارثة.
وإذا صحت هذه الإشارات، فنحن أمام خطوة طال انتظارها؛ خطوة تُعيد الاعتبار لكرامة الناخب وقيمة الصوت وقوة الإرادة الشعبية.
ويبقى السؤال المفتوح:
هل نحن أمام بداية تصحيح حقيقي؟
أم مجرد تهدئة مؤقتة لرفض الشارع ما يحدث من تغول المال السياسى
الأسابيع المقبلة ستجيب… لكن الحقيقة الثابتة أن الشعب لم يعد يحتمل تكرار أخطاء الماضي.
والقيادة تدرك أن شرعيتها الحقيقية تُبنى على رضا الناس، لا على جيوب من يظنون أن الوطن يُشترى ، حمى الله مصرنا العزيزة من كل من أرد بها شراً
القيادة السياسية ، تنتصر للحس الوطنى ؟


