الرئيسيةمقالاتأعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة
مقالات

أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلاله وركب بلطف حكمته مفاصله وأوصاله ورباه في مهاد لطفه ثلاثين شهرا حمله وفصاله وزينه بالعقل والحلم وأزال عنه ظلماء الجهاله، فسبحان من إختارهم لنفسه ونعمهم بأنسه وأجزل لهم نواله، ويسّر له مولاه سبيل السعادة وحقق آماله وأجزل نصيبه من التوفيق وقبل أعماله، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير أما بعد اعلموا عباد الله إن سلامة الصدر سبب من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرء كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول أنظروا هذين حتى يصطلحا” فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟ 

واعلموا ان سلامة الصدر طريق إلى الجنة، فأول زمرة تدخل الجنة كما قال صلي الله عليه وسلم ” لا إختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد ” رواه البخاري، وإن قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم “يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة” معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل ” ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه” فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية هذه التي بلغت بك” فهيا إخواني وأخواتي في الله نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين. 

فإن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم أخبر عن عباد ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله تعالي، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا، فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟ فإن أثرها على الفرد والمجتمع كبير وعظيم حيث يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة هي راحة البال والبعد عن الهموم والغموم، وإتقاء العداوات، أما بالنسبة للمجتمع فإنه يكون مجتمعا متماسكا متراصا متكاتفا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه مسلم. 

فاعلموا أن أعداء الأمة لن ينالوا منها ما يريدون طالما ظل أبناؤها متحابين متماسكين سليمي الصدور غير متنازعين، فهذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطق مهموما، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال “إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلا مكة، فقال صاحب الصدر السليم صلى الله عليه وسلم “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا” فأي صبر وسلامة صدر هذا، ثم تأمل حاله صلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه أي أسالوا دمه، فمسح الدم وهو يقول “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”

واستحضر معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” فلما مكن الله تعالي له ودخل مكة فاتحا ما إنتقم ولا آذى بل قال لقومه “لا تثريب عليكم اليوم” والأمثلة من حياته صلى الله عليه وسلم كثيرة، وننصح بقراءة سيرته، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من البينات والحكمة، أقول ما تقرءون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فإستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *