إبنتي قرة عيني وتاج رأسي
هنا نابل / بقلم المعز غني
يا إبنتي …
يا زهرة عمري التي أينعت في حدائق قلبي ، يا نسمةً خفيفة عبرت روحي فصارت حياة ، ويا فرحًا يتكئ على كتفي كلما أثقلني الزمن.
ما من لغةٍ في الدنيا تُحسن وصف مقامك ، ولا من حبرٍ يستطيع أن يسعَ هذا الحب الهادئ الذي يسكنني منذ أول لحظة فتحتِ فيها عينيك على الدنيا .
يقولون إن البناتَ هُنَّ المؤنساتُ الغاليات … وأنا أقول: هنَّ الرحمةُ التي تتنزل على البيت ، السكينة التي تُنبت في صدر الأب يقينًا بأن العالم ما زال بخير ، وإن التعب مهما طال ، يكفيك منه إبتسامة إبنتك ليزول كأنه لم يكن .
فوالله لو يعلم الناسُ مقام البنت في قلب أبيها …
لما وُجِدَت إمرأة ٌ تُهان ، ولا زوجةٌ تُقصَّرُ حقوقُها ، ولا إبنةٌ تنامُ وفي قلبها وجع.
فالبنتُ يا سادة ، ليست مجرد فردٍ في العائلة ؛ إنها قلبٌ نابض ، ونسخةٌ من روح الأب ، بل هي أغلى ودائع الله عنده .
هي الغصنُ الطري الذي سُقيَ بماءِ الروح ، والضِلْعُ الذي حُمي بعيونٍ لا تنام ، والنبضُ الذي يخاف الأب عليه من نسمة هواء.
وإذا جاء يومُ الرحيل إلى بيت زوجها … فإن الأب يخفي خلف إبتسامته ألفَ همسةِ وجع ، لأنه يُسلم جزءًا من روحه لرجلٍ آخر ، متمنيًا أن يكون قلبه عليها أوسع من قلبه،
ويده أمانًا كما كانت يديه.
ورغم مرارة الفراق … فهو فطرةُ الله التي بها تستقيم الحياة.
لكن تبقى أمنيتي الخالدة :
ترفَّقوا بهُنَّ ، فالبناتُ ما هُنَّ إلا المؤنساتُ الغاليات ، تاجُ الراس ، وضياءُ الروح، وقُرَّةُ العين .
إبنتي قرة عيني وتاج رأسي


