الرئيسيةمقالاترحله انتصار… امرأة تهزم المستحيل 
مقالات

رحله انتصار… امرأة تهزم المستحيل 

رحله انتصار... امرأة تهزم المستحيل 

رحله انتصار… امرأة تهزم المستحيل 

 

بقلم: انتصار محمد صديق

 

في عالمٍ تغشاه العتمة، وتختلط فيه الخطوات بين الخوف والنجاة، تولد قصص قليلة تستطيع أن تمنح الحياة معنًى مختلفًا؛ قصص تُروى لا لتُعرَف، بل لتُلهم… وهذه إحدى تلك القصص. إنها رحلة امرأة قررت أن تنهض كل مرة، مهما كانت السقطة موجعة، ومهما اشتدّ ليلها؛ لم تضعف، لم تستسلم، ولم تتخلَّ يومًا عن حقها في الحياة. إنها انتصار محمد صديق… امرأة وُلدت من قلب الألم، لكنها لم تدع الألم يعرّفها.

كانت انتصار دائمًا ترى نفسها بطريقة مختلفة؛ لا تبالغ، ولا تدّعي القوة، لكنها كانت تقف أمام المرآة وتقول لنفسها: “لسه فيّ نفس… ولسه فيّ أمل.” واجهت ما يكفي لهدم مدن من الأرواح، وعاشت ما لا يمكن أن تتحمله أغلب النساء، ومع ذلك خرجت من كل معركة وهي أشدّ بريقًا، كأن الصدمات كانت تُعيد تشكيلها لا كسرها، وتزيدها وعيًا بدل أن تزيدها ضعفًا.

عاشت سنوات كانت قاسية حدّ الوجع، لكنها تعلّمت خلالها ألّا تُعطي للتفاهات وزنًا، وألّا تسمح لسخرية الآخرين أن تخدش داخلها. لم تعد تهتم بالشكل الاجتماعي، ولا بالآراء العابرة، ولا بالثرثرة التي لا تبني روحًا ولا تهدم شمسًا. كل ما يهمّها هو أن تظل واقفة، مهما اهتزّت أركان قلبها أو ضاقت أنفاسها.

كانت رؤيتها للحياة مختلفة؛ ترى العالم من زاوية لا يراها غيرها. تنظر لما حولها بعين تلتقط الجمال حتى في الأماكن التي فقدت لونها. تحيا بابتسامة تُخفي ما لا يُروى، وتضحك رغم أن روحها أحيانًا كانت تبكي بصمت. كانت تؤمن أن “الحياة مش حلوة… لكنها تستاهل النضال.”

ولأنها اعتادت مواجهة كل شيء وحدها، لم تعد تسمح لأحد بأن يُربك خطواتها. طلبت من المعترضين على وجودها أن يتراجعوا، ومن السلبيين أن يبتعدوا، ومن المتطفلين أن يغادروا مساحتها. فقد تعلّمت أن السلام قرار، وأن الهدوء نعمة، وأن الصمت أحيانًا أكبر رد. لم تعد تحتاج إلى تزييف أو إرضاء أحد، فهي تعرف نفسها جيدًا، وتعرف ما تريد.

ورغم كل العواصف التي مرّت بها، كانت كل نكسة تفتح لها بابًا جديدًا، وكل صعوبة تكشف لها طريقًا لم تكن تراه. كانت تنهض من تحت الركام وهي تحمل داخلها شعلة لا تنطفئ؛ قوة غريبة… كأنها خُلقت لتظل واقفة مهما حدث.

وفي النهاية، تبقى انتصار محمد صديق امرأة لا تُهزم.

امرأة أثبتت أن الهزيمة ليست إلّا فكرة، وأن الألم مهما طال… لا يستطيع أن يوقف من وُلِدت للنور.

فتعلّموا من قصتها:

. أن كل سقوط يمكن أن يكون بداية جديدة.

. وأن الصبر لا يضيع أبدًا.

. وأن الله لا يكتب الصعاب عبثًا، بل يكتب بها النجاة.

ولأن لكل إنسان نصيبًا من اسمه…

كانت انتصار فعلًا ومعنًى، بدايةً ونهاية، وقصةً لا تنطفئ.

رحله انتصار… امرأة تهزم المستحيل

رحله انتصار... امرأة تهزم المستحيل 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *