الرئيسيةمقالاتالكسب الطيب الحلال في الإسلام
مقالات

الكسب الطيب الحلال في الإسلام

الكسب الطيب الحلال في الإسلام

الكسب الطيب الحلال في الإسلام

 

متابعة ناصف ناصق

 

اد٠ محمدسلام

الاستاذبجامعة الازهر

(أُسُسُه، صوره، مفاتيحه، آثاره) 

العناصر :

١- القرآن والسنة: دعوة عامة ل:

    كافة البشر إلى الكسب الطيب تأسِّيًا بالأنبياء والرسل

٢- الكسب الطيب خير كسب…

   كل إنسان مسؤول عن كسبه، فلا تكسب إلا الحلال…

٣- صور مضيئة للصحابة والصالحين في تحري الحلال الطيب…

٤- مفاتيح الكسب الطيب…

٥- الكسب الطيب خير باب لإجابة الدعاء…

الحمد لله رب العالمين…

خالق كل خلق، وضامن كل رزق، يحق الحق، ويبطل الباطل…

وبالحق أنزل قرآنه الكريم على رسوله الكريم ﷺ وبالحق نزل…

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون…

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله، وصحبه، ومن تبعهم باجتهاد وإحسان وإخلاص لله رب العالمين..                               أما بعد ،،،،

فيا عباد الرحمن…

أولاً: القرآن والسنة: دعوة عامة ل:

                الأنبياء والرسل وكافة البشر إلى الكسب الطيب…

 لقد دعا القرآن الكريم والسنة النبوية في كثير من نصوصهما إلى تحري الحلال الطيب في المأكل والمشرب وكل ما يقيم الحياة بصورة طيبة مستقيمة وقيمة….

– روى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ أنه قال:

(أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} المؤمنون ٥١.

وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) البقرة، ١٧٢. رواه مسلم.

– إن السعي في الأرض، والبحثَ عنِ الرزقِ الحلالِ الطيبِ أمر إلهي، لكي تستقيم حياة الناس، ويقوموا بإعمار الأرض في حياتهم الدنيا إلى يوم النشور …

قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك، ١٥.

– وما من نبي من الأنبياء إلا كان يسعى لتحصيل رزقه رزقا حلالًا طيبا، حيث كان لكل نبي منهم حرفةٌ، أو صنعةٌ، فقد كانوا جميعًا صلوات ربي وسلامه عليهم لا يأكلون إلا من أعمال أيديهم….

– فقد كان نبي الله داودُ (عليه السلام) حدادًا يصنَع الدروع، على نحو ما ورد من قول الله تبارك وتعالى عنه: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ • وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} الأنبياء، ٧٩، ٨٠.

– وما من نبيّ من الأنبياء إلا رعى الغنم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:

“مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ. فقال الصحابة رضي الله عنهم: وأنت يا رسول الله؟. فقال ﷺ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ”. رواه البخاري.

ثانيا: الكسب الطيب خير كسب…

 وكل إنسان مسؤول عن كسبه، فلا تكسب إلا الحلال الطيب…

أحبتي في الله أهل الخير ….

 خير طعام، وأفضل طعام، وأطيب طعام يطعمه الإنسان ما كان من كسب يده، من خلال عمله بنفسه ويده عملاً صالحًا طيبًا…

– فعن المقدام رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: 

“مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ”. – رواه البخاري

– ولذا .. فإنه على المسلم المؤمن العاقل اللبيب الذي يعلم أن الله قد ضمن لكل نفس رزقها ألا ينسى أن هناك ساعة للحساب أمام الله الذي قسم الأرزاق، وأن الله لا بد سائله يوم تقوم الساعة عن كل كسب كسبه، من أين اكتسبه؟ وفيم أنفق ما كسبه؟

– فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: 

قال رسول الله ﷺ: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟” رواه الترمذي.

ثالثا: صور مضيئة للصحابة والصالحين في تحري الحلال الطيب… 

إخوتي أهل الصلاح والفلاح…

 لَقَد ضرب صحابة رسولُ اللهِ ﷺ والصالحون من أمتنا الكريمة رضي الله عنهم أجمعين أروع الأمثلة في تحري الحلال والكسب الطيب، إذ يتحرَّزونَ من كل كسبِ فيهِ شُبهة الحرام، فضلًا عَنْ كَسبِ الحرامِ…

١- الصديق: والله لو لم تخرج إلا مع روحي لأخرجتها ..

كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك، فأتاه ذات ليلة بطعام، فتناول منه لقمة،

فقال له المملوك: لم تسألني الليلة كما تفعل كل ليلة؟ 

فقال : حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ 

قال : مررت بقوم في الجاهلية … فإذا عرس لهم فأعطوني.

قال : إن كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ … حتى رمى بها.

فقيل له: يرحمك الله، كل هذا من أجل لقمة؟ 

فقال: والله، لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها. فلقد سمعت رسول الله ﷺ يقول:

” كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ” فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.

٢- عمر بن عبد العزيز: لن أُبيع آخرتي بِفاكهة الدنيا…

كان عمرُ بنُ عبدِالعزيزَ -رحمه الله- يَقسِمُ ثمارًا بَينَ المُسلمينَ،

فرأى ابنَهُ يَأخُذُ تُفاحةً مِنْ تلك الثمار، فَانتَزَعَهَا مِنْهُ… فَبَكَى الولدُ، وَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ…

الكسب الطيب الحلال في الإسلام

الكسب الطيب الحلال في الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *