سقوط صناديق الكونتر بطوخ انعكاس لتحديات النقل والسلامة المجتمعية
بقلم/نشأت البسيوني
شهدت مدينة طوخ بمحافظة القليوبية مؤخرا حادثة غير مسبوقة أثارت القلق بين السكان والجهات المعنية عندما انزلقت عدة صناديق كونتر ثقيلة من قطار بضائع أثناء مروره أمام منطقة السفاينة الواقعة تسببت في تلف واجهات عدد من المنازل والمحال التجارية القريبة من مسار السكة الحديد وأظهرت هشاشة وسائل النقل الحالية أمام التحديات اليومية للأمن والسلامة المجتمعي
تلقت مديرية أمن القليوبية بلاغا عاجلا يفيد بسقوط الصناديق من القطار القادم من القاهرة والمتجه إلى بنها قبل توقفه على بعد حوالي كيلومتر من موقع الحادث وعلى الفور انتقلت فرق الأمن والحماية المدنية لمعاينة الموقع وتقييم حجم الأضرار وفحص سبب سقوط الحاويات الثقيلة التحقيقات الأولية ركزت على تحديد ما إذا كان السبب مرتبطا بطريقة تثبيت الحمولات على
العربات أو نتيجة خلل فني في عربات القطار نفسها في حين بدأت فرق المرور بتوثيق الأضرار وإعداد محاضر رسمية بالواقعة تمهيداً للإجراءات القانونية الحادث يسلط الضوء على قضية حيوية ومعقدة وهي التوازن بين تطوير البنية التحتية للنقل الحديدي وضمان السلامة في المناطق السكنية فعلى الرغم من الأهمية الاقتصادية للنقل الحديدي في نقل البضائع وربط محافظات مصر
ببعضها إلا أن الاعتماد على هذه الوسائل في مناطق مأهولة بالسكان يحمل مخاطر حقيقية كما أظهرته حالة القلق النفسي التي عاشها السكان لحظة سقوط الصناديق خاصة في أوقات الذروة
الصور التي تداولها شهود العيان أظهرت أضرارا واضحة في أسوار المنازل وواجهات المحلات، إضافة إلى حالة من الهلع بين الأهالي وعبر السكان عن مخاوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث مطالبين
بإجراء تحقيق شامل يوضح سبب سقوط الحاويات الثقيلة وما إذا كان هناك إهمال في تثبيتها أو خلل فني في عربات القطار كما دعا البعض إلى مراجعة دورية أكثر صرامة لنظم السلامة ومعدات التحميل لضمان عدم تعرض المواطنين لأي مخاطر مستقبلية
من ناحية أخرى يبرز البعد الاجتماعي للحادث إذ أن السكك الحديدية في مصر كانت وما زالت شريانا حيوياً يربط بين
محافظات البلاد المختلفة سواء في نقل الركاب أو البضائع ومع تزايد الاعتماد على النقل الحديدي للبضائع يصبح الحفاظ على سلامة السكان المقيمين على جانبي المسارات أمرا حيويا هذه الواقعة تشدد على ضرورة التركيز على إعادة تأهيل الشبكة الحديدية وتطوير الربط اللوجستي بين المناطق الإنتاجية والموانئ بعيدا عن الكتل السكانية لتقليل المخاطر على الأرواح
والممتلكات الحادث يفتح كذلك الباب أمام تساؤلات مهمة حول كفاءة الصيانة الدورية لعربات القطار ووسائل تثبيت الحمولات الثقيلة إذ أن مثل هذه الحوادث ليست نادرة على المستوى العالمي عند الإهمال في الصيانة أو سوء تحميل الحمولات هذا الحادث يمثل دعوة قوية لتكثيف جهود التدريب للعاملين في قطاع النقل الحديدي وتطبيق نظم مراقبة فعالة قبل خروج القطارات من
المحطات بما يقلل احتمالات سقوط الحمولات ويحمي السكان القريبين من المحاور الرئيسية للنقل على صعيد المجتمع يبقى التساؤل الأهم كيف نتعامل مع هذه الحوادث هل يقتصر الأمر على التحقيقات الرسمية فقط أم أن هناك حاجة لحوار مجتمعي شامل يربط تطوير النقل الآمن بالتخطيط العمراني والتنمية المستدامة وكيف يمكن ضمان تعويض المتضررين بصورة عادلة
وسريعة وهل سيتم تطبيق توصيات عملية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث هذه الأسئلة تضع المسؤولية ليس فقط على الجهات المعنية بل على المجتمع ككل للمطالبة بنقل آمن يوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية المواطنين في النهاية سقوط صناديق الكونتر أمام منطقة السفاينة بطوخ ليس حادثا معزولا بل يعكس تحديات أوسع تتعلق بواقع النقل الحديدي في مصر في الوقت الذي يسعى
فيه الاقتصاد الوطني لتعزيز النقل الحديدي للبضائع وتطويره كجزء من منظومة النقل المتكاملة يظل ضمان سلامة السكان وحماية ممتلكاتهم أمرا لا يمكن تجاهله تطوير الشبكات الحديثة يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع استراتيجيات صارمة للأمن والسلامة العامة لتفادي أي مخاطر محتملة وضمان حياة يومية أكثر أمانا للمواطنين المقيمين على جانبي مسارات السكك الحديدية
سقوط صناديق الكونتر بطوخ انعكاس لتحديات النقل والسلامة المجتمعية


